مقالات
دعّامة الجيش وحمٌالات الحطب: ثقافة التهويل والكذب كتب: أحمد محمود أحمد
كتب: أحمد محمود أحمد -الهدف السودانية

دعّامة الجيش وحمٌالات الحطب: ثقافة التهويل والكذب
كتب: أحمد محمود أحمد
مدخل توضيحي
الحرب الدائرة في السودان أفرزت انقساماً حاداً وسط المجتمع السوداني، لكن الراجح أن غالبية الشعب السوداني تقف ضد هذه الحرب وأطرافها، هنالك أناس من البسطاء ومن الناس العاديين من يقف مع الجيش باعتبار المنظور القديم للجيش، وهؤلاء لا يستهدفهم هذا المقال، كما أن هنالك نساء صامدات ورجال صامدون داخل السودان وفي وجه هذه الحرب وتشكلت لديهم مواقف وآراء وفق مفهوم المْجُرب فهؤلاء نحترم ارءاهم، سواء كانت تجاه الجيش أو الدعم السريع ولا يدخلون في سياق هذا المقال، هذا المقال يستهدف من يعيشون في الخارج وهم في الغالب انصاف مثقفين ومثقفات والذين دخلوا في شبكة (الكيزان) العنكبوتية، ولهذا سأطلق عليهم المثقفات والمثقفين العنكبوتة/العنكبوت والذين ينسجون خيوطاُ واهيةً حول الجيش، دثارها الكذب والتلفيق، ولهذا فهم دعّامة الجيش، رجالاً وحمالات الحطب نساءً، ضمن حالة استطيع أن اطلق عليها ضجيج النسق الهابط فما هي صفاتهم؟
دعامة الجيش وحمُالات الحطب
كما للدعم السريع دعامته وهذه كلمة أطلقها الشعب السوداني على قوات الدعم السريع، فكذلك للجيش دعامته وهؤلاء جميعا يلتقون في التعصب للطرفين، والفارق بينهما، أن دعامة الدعم السريع يقاتلون بشراسة تتفق أو تختلف معهم، لكن دعامة الجيش هي أصوات فارغة تقبع خلف المايكروفونات ووسائط التواصل الإجتماعي وتصدر ضجيجياً، ومن ثم تصدير الأكاذيب وبث الإشاعات ومحاولة تبرئة الجيش من أفعاله، وتحميل كل أوزار الحرب للدعم السريع ضمن حالة فقدان للذاكرة متعمدة، لدور الجيش في هذه الحرب ودوره في تطوير قدرات الدعم السريع والقبول بوجودها جنباً إلى جنب مع قوات الجيش، كما أن الذين يصولون ويجولون مع دعامة الجيش هم ( الكيزان) ونسي هؤلاء الدعامة من خارج دائرة الكيزان بأن من يجولون معهم في هذه الصولات العنكبوتية هم الذين زرعوا قوات الدعم السريع في الواقع السوداني وقاموا بتسليحهم، ونحن هنا نتحدث عن السبب والعلة، فالكيزان هم سبب وعلة هذه الحرب ومالدعم السريع الا علة العلة، وبالتالي فإن هؤلاء الدعامة والذين يقفون وضمن حالة الضجيج العالي في صف الجيش فهم إما بقايا (كيزان) وهؤلاء لديهم مصلحة مع (الكيزان) وإما عناصر مغيبة وينقصها الوعي بطبيعة الصراع، ويعرضون في عرضة الكيزان والتي يحملون فيها سيوف العْشَر، حيث تصبح المعركة معركتهم، أي الكيزان وضد قوات قد تمردت عليهم، أي العلة الكبري ضد العلة الصغري، في المقابل يأتي دور حمالات الحطب وهن نسوة تغيب عنهن الحقيقة، ومع احترامنا لجميع النساء، فهؤلاء النسوة هن حمالات حطب فعلاً ضمن الدلالات التاريخية لهذا المفهوم، وضمن حالة النفخ حول جيش أفسده (الكيزان) فعلاً، وكذلك ضمن حالة السير في الطريق الذي لا يؤدي الا لخراب البلد، وقد بدأن هؤلاء النسوة في تصدير صورة الجيش المنتصر والبكاء على دخول قوات الدعم السريع لبيوت المواطنين، وفي هذه الحالة يبدو مقبولا أن يدك الجيش بيوت المواطنين، فهو أفضل عندهن وعند دعامة الجيش من احتلال بيوت المواطنين، لأن الجيش في هذه الحالة يحاول القضاء على الجنجويد حسب منظور هؤلاء، وبهذا يلتقي دعامة الجيش وحمالات الحطب في صب الزيت على النار وعدم اتخاذ الموقف الصحيح من الحرب، والقاضي بادانة الطرفين والسعي لايقاف هذه الحرب لأنها هي حرب الكيزان ضمن تفاصيلها الأولي وضمن قيادتها، لكن المثقف العنكبوت والمثقفة العنكبوتة لا يقرأون التاريخ وهم مجرد ظواهر صوتية كما شرحت ذلك في مقالي السابق، ولهذا فصفاتهم هي تهويل المهول أي أخذ خطاب (الكيزان) والذهاب به نحو مدارك اللامعقول، والكذب على المكشوف من أجل تصدير صورة ذهنية منفصلة عن الواقع لتهبط وتلتقي مع تصورات الاسلاميين التي تخضع الأرض للسماء وهي سماء العتمة.