
حامل المسك ونافخ الكير
أ.د. سلمان حمادي الجبوري
وانا اقرأ واستمع الى ردات الفعل التي انطلقت من قبل بعض المرتدين عن القيم الوطنية والدينية والاجتماعية النبيلة والحاقدين على كل من يحمل تلك المعاني بعد لقاء قناة الجزيرة وضمن برنامج الوجه الاخر مع الدكتور ناجي صبري الحديثي اخر وزير خارجية للنظام الوطني والذي ابدع فيه لما يتميز به من خلق وأدب وثقافة ومهنية ووطنية عالية، تذكرت وصف نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم لامثال اولئك بنافخ الكير في حين وصف الطرف الثاني بحامل المسك . ولا اعتقد ان أحدا يجهل الفرق بين من يوصف بأحدى تلكم الصفتين. فأقترابك من حامل المسك يكسبك عطرا طيبا بينما لا يكسبك نافخ الكير الا اتساخاً .
وكما عرفنا الدكتور ناجي من كونه يغلب الجانب الوطني على الجانب الشخصي والعام على الخاص وهذا ليس بغريب على امثاله ممن تشبعوا بالقيم العربية الاصيلة وعاش في كنف عائلة غنية بالقيم النبيلة واذا بأصوات نشاز تعالت من قبل اشخاص ممن لم نستغرب منهم ذلك لانهم جبلوا على الحقد وافتقدوا ابسط مقومات الرجولة والتي افتقدوا قبلها الشرف وكما يقال من لايملك الشرف لايمتلك الرجولة فمنهم من فعل ذلك بدافع الحسد واخرون بدافع كونهم معاقبين من قبل السيد وزير الخارجية لاسباب قيمية ومهنية ومنهم من فعل ذلك كونه عميلا ومرتدا أمثال صلاح المختار اوذاك صاحب الاسم المستعار اكرم الجبوري او العميل طلال بركات واخرون ممن تشابه فعلهم مع من قال الله فيهم في محكم كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم
“إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ” .
صدق الله العظيم(25)سورة محمد
والذين اخذوا ينفثون سمومهم من خلال كتابات بأسماء مستعارة يتخفون ورائها لانهم جبناء ولايمتلكون المصداقية ولا الجرأة على المواجهة ويقارعوا الحجة بالحجة كما يفعل الرجال.
انه لمن المؤسف ان ينزلق البعض ممن يدّعون انهم ينتسبون الى البعث وهم بالحقيقة ينتحلون تلك الصفة والبعث منهم براء او من منهم من الزعاطيط الذين ينتسبون اسفا الى قياديين من نظامنا الوطني الى هذا المستوى المتدني من الاخلاق بما لا يتصف به الرجال وحملة المبادئ السامية.
ان نقد أي شخص ممكن ان يكون مقبولا لو كان من يمارس النقد يمتلك الدليل على مايقول او يمتلك قدرا من الموضوعية في مايطرح من حجج للتدليل على صحة كلامه. لكن خيبة من كتبوا بالسوء على الدكتور ناجي صبري الحديثي قد افتقدوا بصيرتهم فصاروا لايفرقون بين ماهو خيالي وبين ماهو واقعي فوقعوا في شر أعمالهم التي لاتمت للرجولة بأية صلة لانهم خنثاء خبثاء فأمثالهم لاينشطون الا في الظلام ولا يجرأون على الظهور في النور. ان مافعله أولئك الخنثاء في كتاباتهم وهرجهم لايمكن تفسيره الا بالحقد على السيد وزير الخارجية لنجاحه وتفوقه في عمله وتميزه بوطنيته مما جعلهم يرون انفسهم اقزاما امام شموخه فأرادوا النيل منه ولو بالباطل وظنوا انهم سيرتقون الى مستوى هامة الدكتور ناجي دون ان يحسبوا انهم بفعلهم هذا لم يصلوا الى مستوى كعب حذائه عندما يرفع قدمه من على الأرض وهو يخطوا .
أقول لهؤلاء موتوا بغيضكم فقد ارتدّت سهامكم المسمومة الى صدوركم واظهرت العدد الهائل ممن استهجن ما فعلتموه وزاد في رصيد الدكتور ناجي والذي ينطبق عليه قول الخنساء في اخيها صخر ” وإن صخرا لتأتم الهداة به ** كأنه علم في رأسه نار” هكذا هو الدكتور ناجي علم في رأسه نار في كل المجالات التي تواجد فيها سواء على مستوى القيم العائلية او القبلية او في الثقافة او العلم او في العمل. وكما ذكرت في موقع اخر ان الدكتور ناجي قد تسامى فوق الظروف التي مرت به عائلته وتناسى مقدار الظلم الذي لحق بهم كعائلة وجعل مصلحة الوطن والشعب نصب عينيه وذلك ليس بغريب على عائلة جل أبنائها مناضلون. وليس ببعيد عنما قاله المرحوم الأستاذ شكري شقيق الدكتور ناجي الذي ذاق مر الظلم والاعتقال عندما سمع بأعدام الرفيق صدام حسين رحمه الله ان إعدامه لاقسى عليّ مما اصابني من ظلم. ان عائلة تنجب رجالا كهؤلاء المناضلين ليس غريبا ان يكون ما هو عليه د. ناجي.
وفي الختام أقول لهؤلاء الخائبين مرة اخرى انكم لاتمتلكون شرفا وعليه فلستم برجال لانكم لم تجدوا ما تتهموا به د. ناجي الا ما اخترعتموه من كذب وافك مفضوح انكم اصبحتم كمن يهوي من السماء تتخطفه الطير الى مكان سحيق.
كما أقول لزياد طارق عزيز الذي اخترع اكذوبة إساءة د. ناجي الى المغفور له الرفيق طارق عزيز ان ذلك افتراء لان الدكتور ناجي لم يقل ما تدعيه بل قال انه اختلاف في وجهات النظر بخصوص العمل المهني وهذا الاختلاف لايعني نقدا جارحا او فيه إساءة لاحد ولا يفسد للود قضية. لن أقول لك ان استمريت على هذا النهج في اغلاق عقلك وتستمر بالسير في طريق الباطل انك لاتختلف عن “زمالة الجفار” التي تعبث بما تختزنه القرية من حبوب تحت الأرض فلا يجد أهلها بدا من قتلها وذلك بأطلاق رصاصة على رأسها. ولا اعتقد ان طارق عزيز لو كان حيا سيقبل منك هذا ولصفعك على فمك اذا ما سمعك تتفوه بسوء على احد رفاقه في النظام الوطني.