ثقافة وفنون

الروايه الفلسطينية بشكل جديد

الروايه الفلسطينية بشكل جديد

بكر أبوبكر

في رسالتنا لأحد أساتذة الجامعات الكرام في فلسطين حول أحد المقررات الدراسية (كتاب) المتعلقة بالقضية الفلسطينية وما يحتويه من نواقص كان لنا الإشارات التالية:

 

1-يتخذ الكتاب أسلوب القطع، والبت في سرد المشاهد التاريخية من وجهة نظر محددة وقديمة، (خاصة ما قبل الميلاد وبعيده) نظرا للأبحاث الكثيرة الجديدة، وكأن السرد المذكور حقيقة مطلقة، دون احترام أو عرض للآراء الأخرى.

2- لا يلتزم الكتاب ببعض المواضع بإيراد المصادر أو المراجع المذكورة التي تشير لأصل السرد اوالسياق التاريخي، الذي يتم التعامل معه وكأنه حقيقة مطلقة وحيدة، ولا شيء سواه

3- الكتاب يعرّف مفاهيم عفى عليها الزمن، باعتقادي، فيما يتعلق بأصل الفلسطينيين العرب، أو بأصل الكنعانيين العرب، أو بمفهوم قبيلة بني إسرائيل المندثرة، أو بمصطلح العبرية …الخ التي يتم التعامل معها بالعرض ضمن السياق الإخباري القديم المتأثر بالروايات الأسطورية لأسفار اليهود. (ينظر أحمد سوسة وفراس السواح وعلاء أبوعامرواحمد الدبش وطه باقر، بل ومن الضرورة الإشارة لروايات فاضل الربيعي وكمال الصليبي وفرج الله ديب…)

4- لا يتم الإشارة للحضارات في فلسطين مما ذكرته الروايات والأبحاث الحديثة ومنه علم الآثار فيما يتعلق بالحضارة الناطوفية والحضارة الكبارية وصولًا للعصر البرونزي ..الخ، والكثير الكثير الذي طرحته الأبحاث وعلماء الآثار (ينظر الى العلامة طوماس طومسون وأحمد الدبش وكيث وايتلام وإسرائيل فنكلستاين ود.علاء أبوعامر، ود.إبراهيم عباس، ود.عصام سخنيني….الخ)

5-يتم التركيز على مرحلة محددة وكأنها حقيقة وهي مرحلة وجود (المشيخة او الإمارة لمنطقة أيوديا في فلسطين وكأنها الجوهر-المشيخة مصطلح طوماس طومسون)…الخ، ولا يتم التفريق بين أيوديا التي تضم ساكنيها من قبائل وديانات، وبين القبيلة وبين الديانات.

6-في التاريخ الوسيط يتم التركيز على فكرة الصليبي وهو مصطلح افرنجي حيث ان المسلمين أسموهم باسمهم القومي اي الفرنجة، بينما هم من اطلق على نفسه اسم الصليبيين كمثال.

7-نحتاج لتعمق أكثر في نشاة الفكرة الاستعمارية في فلسطين منذ القرن 16 فصاعدا ومع كرومويل، ومع المذهب البروتستانتي ..الخ ومن الكثر الذين أسهموا في إنشاء الكيان الاستعماري ولماذا؟

8-بالإشارة للجهود الاستقلالية الفلسطينية كان من المهم الإشارة لنواة الاستقلالية الفلسطينية بقيادة ظاهر العمر الزيداني ضد مظالم الدولة العثمانية.

9- وكان الإشارة حول موقف الشريف حسين الرافض للصهيونية ضمن مسار الثورة العربية الكبرى 1916 (أنظر الوثيقة لدى مسعود صالح بويصير) أفضل من ذكر وثيقة فيصل وايزمان المشكوك بأمرها.

10- ضرورة إعادة بناء المقاومة والثورة في فلسطين منذ ثورة البراق حتى العام 1936-1939 ما يحتاج لجهد أكبر بكثير من المطروح. وتخصيص فصل للشيخ عزالدين القسام والشخصيات الأخرى النضالية (فرحان السعدي، عبدالرحيم الحاج محمد، الحاج امين الحسيني، عبدالقادر الحسيني، بهجت أبوغربية لاحقًا، من ثم التركيز على الشخصيات الحديثة الاخرى، وهي كثيرة. (أنظر عبدالوهاب الكيالي)

11- فيما يتعلق بجيش الجهاد المقدس والمقاومة إثر النكبة ودور وعمليات الجيش الصهيوني صدرت وثائق عديدة أهم من المكتوب (ينظر إيلان بابيه والتطهير العرقي، وميرون بنفنستي والمشهد المقدس….)

12-المذكور عن منظمة التحرير الفلسطينية يحتاج أيضًا لاعادة بناء، كما الحال عن حركة فتح التي غمط حقها كليا ، ولم يعرض تأسيسها الحقيقي وانطلاقتها وحقيقة ما صنعته بالامة والقضية. (أنظر فيصل الحوراني…)، كما ضرورة الإشارة للاحزاب الشمولية ما قبل فتح في فلسطين.

13-لا إشارة عن شكل وأساليب ومضمون آلاف العمليات العسكرية الفلسطينية، في فلسطين وخارجها ودور الكفاح المسلح، والعمل النضالي الخارجي حينها ضمن حرب الشعب طويلة الامد. (أنظر كتاب يزيد الصايغ الكفاح المسلح والبحث عن الدولة، وكتاب القضية الفلسطينية والخطر الصهيوني، وكتاب أبوالطيب الناطور، حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات…وغيرها من شهادات عديدة دونت في كتب وأشرطة)

14-لم تتم الإشارة لدور الثورة الفلسطينية في الحروب العربية الإسرائيلية، كما لم يتم الإشارة لها في حرب رمضان 1973م

15-إعادة النظر في أسباب الحرب الأهلية اللبنانية، والدور السوري السلبي (وليس الفلسطيني) غير المشار له (أنظر أسرار الحرب اللبنانية للكاتب آلان مينارغ،….)، والمكتوب عن نتائج هذه الحرب لا يتفق مع الرواية الفلسطينية، كما الحال مع الإشارات الضعيفة أو المعدومة اوغير الدقيقة لبعض الشخصيات

16-كما أن بداية الانتفاضة الاولى انتفاضة الحجارة تحتاج لاعادة صياغة ونظر وتأصيل.

هذا بعض مما اطلعت عليه بشكل مكثف، وعليه فإنني اقترح عليك الإشارة لضرورة إعادة بناء المادة وفق الأقسام الثلاثة برأيي أي التاريخ القديم (ما قبل الميلاد)، وله مختصيه الكثر سواء أصحاب مدرسة المسرح الجغرافي للاحداث في فلسطين أو غيرها (اليمن او الجزيرة)، وكذلك الامر في عصور ما بعد الميلاد (العربية الاسلامية)، وصولًا للقرن 16 حيث بداية النهج المسيحي-الصهيوني وهذه ثلاثة الى أن يتم النظر للجزء الرابع منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية الحديثة عام 1965 وبشكل جديد ومختلف عن السرد المذكور.

عدا عن ضرورة ألا يكون برأيي كتاب واحد معتمد، بل عدة كتب مختلفة لأهمية تنمية التفكير وعقل البحث العلمي والفرز والنقد، وليس فكرة التلقين القطعي الذي يتعارض مع تقدم الأبحاث وتطورها، إضافة للإشارة لدور علم الآثار الصريح –ومن مصادره-في دعم الحق الفلسطيني.

 

وانها لثورة حتى النصر، هذا والله الموفق، ودمتم للوطن

بكر أبوبكر

عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح

رئيس اكاديمية فتح الفكرية

2023

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب