
فلسطين تدشن عصر الجماهير التحرري
الهدف_آراء_حرة
كتب: م. عادل خلف الله
بالعدوان المتكرر على شعب فلسطين، وبجرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي لمواطني غزة، المتواصل ليل نهار منذ عملية طوفان الاقصى، 7 أكتوبر/تشرين اول، والذي أخذ طابعاً ثأرياً، أزاح الغطاء المهتري لمخزون العدوانية العنصرية، تحولت فلسطين، الى أيقونة للتحرر الانساني ومهمازَ لولبها، تحررت بحيوية القوى الحية في المجتمعات الغربية، من رجس أكاذيب ماكينة الدعاية الموالية للصهuونية والمرتبطة بها. وقد سبق، قبل سنوات، لطلاب جامعة ريون بفرنسا أن هتفوا في مؤتمر دعيت له سفيرة الاحتلال العنصري، “الحرية لفلسطين . . حل واحد انهاء الاحتلال”.
وبعد مخاطبة قصيرة من احدى الطالبات غادر الجميع قاعة المؤتمر ولم تبق في القاعة الا السفيرة والمنصة، استجابة لدعوة الطالبة.
تجدد هذا الموقف في عدد من الجامعات الأمريكية، فيما ظلت العواصم والمدن الأمريكية وفي العديد من البلدان الأوربية ينتظمها التعبير، تضامناً مع القضية الفلسطينية، ورفضاً وادانة للعدوان على شعبها، فيما عبرت أوساط متعددة اكتشافها للتضليل والخداع الاعلامي المعبر عن الرؤية الصهuونية، والتصدي لتعريته وفضحه.
طرائق الحراك المتصاعد، والقوى المنخرطة فيه والشعارات المرفوعة وتحدي الاجراءات العقابية التي أعلنتها السلطات، كما في فرنسا، يؤكد أن هذا الحراك، ليس (فورة) احتجاجية، يمكن اطفاؤها، بمسكنات التراجع، كما جرى في تعديلات سن التقاعد، أو الأجور والضمان الاجتماعي، وانما حراك ضارب الجذور بالوعي التراكمي لازدواجية المعايير، وهتكاً لغشاوة الصورة الذهنية الكاذبة المرسومة عن حقيقة وأبعاد الصراع العربي _الصهuونى، ومواقف النخب الحاكمة في بلدانها منه.
ماكرون، كما حليفه بايدن، لا ينتميان ولا يمثلان القوى الحية المنتظمة في هذا الحراك الواعي، والذى أخذ يخلق ملامح مستقبل جديد، في مجتمعاتهم. وفق الاصطفاف الماثل في المواقف الآن من مجريات الصراع.
قدمت أمريكا دعماً عسكرياً ومالياً ودبلوماسياً، وتحيزاً لا مثيل له. وبما لا يتناسب مع معادلة طرفي المواجهة، جيش احتلال عنصري أُعد ليكون متفوقاُ على (جيرانه)، مقابل مقاومة شعبية.
دبلوماسيا، مارست ادارة بايدن ضغوطها (لتعطل) آليات مجلس الأمن، فيما فشلت في تعطيل مشروع القرار الذي قدمه الأردن،(هدنة لايصال المساعدات، ووقف العدوان على غزة) للجمعية العامة الاستثنائية، والذي عكست نتيجة التصويت عليه 120 في مقابل رفض 14 ليلة 28 أكتوبر/تشرين اول، عزلة التوجه الأمريكي، ومحدودية تأثير ضغوطها، والتي لا تعزل عن تأثير معطيات الحراك الواعي المتصاعد.
تزامن هذا الموقف، والذي يشكل، نقطة فارقة، في بنية الديمقراطيات الغربية، مع اعلان وزير الاتصالات والبنى التحتية الفلسطيني، “أن غزة أصبحت معزولة عن العالم بعد قصف طيران الاحتلال العنصري، ٱخر محطتي تواصل دولي للانترنت ” وبذا، وبمباركة أمريكا وحكومات الغرب الاستعماري، يكمل الاحتلال العنصري، ما أعلنه المجرم نتنياهو ووزير عدوانه العقاب الجماعي على الشعب الفلسطيني في غزة: لا ماء ولا كهرباء ولا وقود ولا مكان آمن ولا انترنت! تمهيداً للعدوان البري ضمن مشروع تصفية القضية الفلسطينية، بتهجير جديد لسكان غزة. ولمزيد من التعتيم على جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي.
الا أن غزة الآن أكثر اتصالات بالضمير الانسانى، وأكثر حضوراٍ وسط عقول ووجدان القوى الحية والتحررية وعلى نطاق العالم وأقرب اليها من حبل الوريد.
غزة شاشة بلا نهاية، تفضح بالصورة والصوت والحقائق، شيخوخة وعدوانية التحالف الامبريالي الصهuوني، وخوائه الروحي والقيمي، وأوهام القوة الغاشمة المهيمنة على مخيلة صناع القرار، وأداوته العربية وملحقاته الإقليمية التوسعية المتاجرة بفلسطين ودم ودموع ومعاناة شعبها (وزير خارجية ايران من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة ليلة أمس يعلن: ايران لن تكون طرفاً في توسيع نطاق التصعيد الذي تشهده المنطقة، وعلاقة ايران مع الجهاد الاسلامي علاقة سياسية).
فلسطين نبض العروبة وقضيتها المركزية، وضمير الانسانية الحي وبوصلة مصيرها التقدمى.
شاشة بلا نهاية منحوت عليها بالكوفى:
∆ زوال الاحتلال العنصري قاب قوسين وأدنى بوحدة النضال واستمرار الحراك الجماهيري
∆ قوى وأنظمة التطبيع والتسوية في مأزق تاريخي ولا خيار أمامها سوى الغاؤه، والانحياز الى معطيات ما بعد طوفان الأقصى وعلى طريق كامل الحقوق الفلسطينية والعربية.
∆ تحرير فلسطين تحرير للانسانية من اسوأ وأبشع وصمة عار فى تاريخها الحديث، ونقطة متقدمة في تدشين عصر الجماهير التحرري:
حرية مساواة عدالة سلام
___