الصحافه

مصر تعيش في الظلام بين ساعتين وأربع ساعات يوميا… والاحتلال ينهب ثروات الشعب الفلسطيني

مصر تعيش في الظلام بين ساعتين وأربع ساعات يوميا… والاحتلال ينهب ثروات الشعب الفلسطيني

القاهرة ـ / حسام عبد البصير

المقاومة الفلسطينية أعادت لنا الثقة في استرداد كرامتنا.. يقولها الناس على المقاهي وفي بيوتهم، وهم يتابعون مع أسرهم فضائية «الجزيرة» لمتابعة أخبار المقاومة ومثابرة الشعب المبتلى الذي خذله أهل الأرض جميعا، ولم يبق في صفه سوى أهل السماء، ونعم المجير. استقبلت مستشفيات شمال سيناء الدفعة الأولى من الجرحى الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة لتلقي العلاج في مصر، ونقلت سيارات الإسعاف المصرية المصابين، بعد وصولهم بسيارات إسعاف فلسطينية لمعبر رفح. وقام فريق طبي متخصص موجود في المعبر من الجانب المصري، بإجراء الكشف الطبي على الجرحى القادمين، وتوجيه سيارات إسعاف تنقلهم تباعا لمستشفيات العريش والشيخ زويد، وتم استقبال الجرحى ونقلهم تحت إشراف الهلال الأحمر المصري ووزارة الصحة. وعقد الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، اجتماعا لمتابعة التجهيزات الخاصة بالمستشفيات في محافظة شمال سيناء، ومتابعة مستجدات خريطة مواجهة وإدارة الأزمات، استعدادا لاستقبال المرضى من الأخوة الفلسطينيين من قطاع غزة، في مركز السيطرة والتحكم في وزارة الصحة والسكان في العاصمة الإدارية، وأشار الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى أن الوزير تابع مع قيادات وزارة الصحة المعنيين، تجهيزات المستشفيات والمنشآت الصحية على اختلاف تبعياتها ومدى جاهزيتها لاستقبال المرضى وتقديم أفضل رعاية صحية لهم، موجها برفع السعة الاستيعابية لمستشفيات هيئة الرعاية الصحية في الإسماعيلية لاستقبال المصابين والمرضى، بما يضمن توزيعهم على المستشفيات بشكل رشيد لضمان تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية اللازمة لهم على أكمل وجه، فضلا عن التنسيق مع المستشفيات الجامعية في المحافظات كافة. ولفت عبدالغفار إلى مراجعة مدى توافر الفرق الطبية والأجهزة الطبية اللازمة في المستشفيات في العريش وبئر العبد والشيخ زويد في محافظة شمال سيناء، موضحا أنه تم التنسيق لاستقبال أول 81 حالة من المصابين والمرضى من الأشقاء الفلسطينيين لتقديم الخدمات التشخيصية والطبية والعلاجية اللازمة لهم. كما أعلنت حالة الاستنفار في مستشفيات محافظة شمال سيناء، ترقبا لوصول مصابين فلسطينيين من قطاع غزة. وذكر مصدر طبي، أنه تم رفع درجة الاستنفار في قطاعات الصحة في شمال سيناء، خاصة في مستشفيات العريش والشيخ زويد، انتظارا لوصول أول دفعات المصابين الفلسطينيين من قطاع غزة. ودفع مرفق الإسعاف بحوالي 40 سيارة إسعاف تجاه معبر رفح البري، وأطقم طبية معاونة، كما حرك الهلال الأحمر في شمال سيناء فرق التطوع والإسناد إلى معبر رفح البري؛ لتقديم العون في حال دخول المصابين. ومن جانبه قال المحامي الحقوقي والمرشح الرئاسي الأسبق خالد علي، عبر حسابه الشخصي على فيسبوك، إن الحديث عن مساعدات عاجلة أقرها الاتحاد الأوروبي لمصر حديث يحيطه الغموض وسط مخاوف وسيناريوهات مقلقة للشعب المصري بشكل عام. وأضاف علي، أن ربط هذا الحديث بحجم المساعدات التي تلقتها تركيا نظير استضافة اللاجئين السوريين على أراضيها يثير سؤال حول مدى إمكانية تكرار هذا السيناريو مع الفلسطينيين في الأراضى المصرية؟ وطالب الحكومة المصرية أن توضح بكل شفافية ما هو المقابل للمساعدات الأوروبية الاقتصادية العاجلة، خصوصا أن الحكومة المصرية أعلنت مرارا وتكرارا أنه لا توطين للفلسطينيين في مصر.

كيان هش

الأمثلة التي تثبت أن إسرائيل دولة ضعيفة ساقها الدكتور أكرم السيسي في «الشروق» ومن بينها أنها تحمل الصفات المرضية بوصفها مدللة، تكونت بالمذابح والمجازر والعمليات الإرهابية، وأقوى الدلائل على ذلك مذابح دير ياسين وصبرا وشاتيلا.. وما قبلها لتهجير أصحاب الأراضي من أوطانهم من أجل تحقيق التطهير العرقي، وكذلك مجزرة أطفال بحر البقر، ولا تقبل أن يُحاسبها أحد على جرائمها. يُلبي العالم الغربي كل طلباتها، فيغمرها بالعطاءات والمنح المالية والأسلحة التي لا يحصل عليها سواها في سبيل أن تكون من أقوى جيوش العالم، ووصل تسليحها لأن تكون الدولة الوحيدة في المنطقة، التي تمتلك الأسلحة النووية، هكذا تحقق عقدة التفوق على الآخرين. في سابقة لم تحدث في تاريخ البشرية، تدفع العالم لتَزوير حقائق التاريخ، وقناعات الأديان إرضاء لها، فيُعلن البابا بنديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان، رسميا (2012) في كتاب البابوية «يسوع الناصري» عن حياة وتعاليم المسيح، تبرئة اليهود من دم السيد المسيح، ويقول: «إن الكتاب هو رسالة لكل العالم من أجل تأكيد أن اليهود بريئون من دم المسيح» والصورتان التاليتان تُبيّنان أن جرائم القتل نفسها ما زالت تجري من أيام السيد المسيح عليه السلام في المكان نفسه (فلسطين ـ القدس) وحتى اليوم بيد المجرم نفسه. تختلق معارك غير ضرورية لإثبات ذاتها، فترهب كل من يُعارضها ويكشف حقيقتها بشعار «معاداة السامية» بينما هم الذين يعادون الإنسانية كلها، ونؤكد أن عداءنا ليس مع الديانة اليهودية، لكنه مع الحركة السياسية الصهيونية، باعتبارها حركة استعمارية وعنصرية بغيضة، تعتبر عقدة التفوق أسوأ ما يتحكم في هذه الدولة المدللة؛ عقدة تجعلها تشعر بقوة خارقة، لكنها في الحقيقة كاذبة، تنهار سريعا، رغم امتلاكها لكل مقومات القوة الكبيرة، والمشاهد على ذلك أيضا كثيرة جدا، نذكر منها بعد احتلال سيناء 1967، بنت إسرائيل خط دفاعها الأول «خط بارليف»؛ سلسلة من التحصينات الدفاعية التي كانت تمتد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس، وقال عنه رئيس الأركان دافيد بن إليعازر: «إن خط بارليف سيكون مقبرة للجيش المصري» إلا أنه بعد العبور العظيم في أكتوبر/تشرين الأول 1973، انهار هذا الخط «بشويِّة خراطيم مياه» خلال ساعات، ووقف قادة إسرائيل في ذهول بعد أن تم تدميره.

الفلسطيني لا يكسر
فى ديسمبر/كانون الأول 1987، بدأت انتفاضة في قطاع غزة، قام بها أطفال صغار كانت الحجارة كما أخبرنا الدكتور أكرم السيسي أداة الهجوم والدفاع التي استخدموها ضد عناصر الجيش الإسرائيلي، أدت إلى استسلام الجيش الذي لا يُقهر، وتم توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، وكالعادة لم تلتزم بها إسرائيل. في سبتمبر/أيلول 2021، تمكن ستة أسرى فلسطينيين من الهروب من سجن جلبوع الذي يخضع لرقابة مشددة، ويحتوى على مجسات تكتشف الاهتزازات داخل السجن، من خلال نفق حفره السجناء من حجرة المرحاض الموجودة في إحدى زنازين السجن، وفتحته الخارجية تقع تحت برج حراسة السجن. وأخيرا في صباح السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، غداة الاحتفال باليوبيل الذهبى لانتصارات أكتوبر 1973، اندلعت «عملية طوفان الأقصى» فاجأت فصائلُ المقاومة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي ـ مثلما حدث في حرب 1973 ـ بعملية عسكرية، تكونت من هُجومٍ صَاروخي وَاسعِ النطاق، إذ وجَّهت آلاف الصواريخ صوبَ مختلف المستوطنات الإسرائيلية، وتزامنَ مع إطلاق هذه الصواريخ اقتحام برّي من المُقاومين بسيارات ودراجات نارية وطائرات شراعية للبلدات المتاخمة للقطاع، وسيطروا على عددٍ من المواقع العسكرية للجيش الذي لا يُقهر، وأسَروا جنودا، واقتادوهم لغَزَّة، فضلا عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليات العسكرية الإسرائيلية، وأعلنوا أن هذه العملية رد على الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسجِدِ الأقصى المُبَارك، واعتداء المستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضفة المُحتَلتين. أعرب المسؤولون الإسرائيليون ـ قادة أقوى رابع جيش في العالم ـ عن صدمتهم وذهولهم مما حدث لجيشهم، وعقدوا العزم على تنفيذ إبادة جماعية للشعب الفلسطيني انتقاما منهم، وهرعوا بطلب النجدة من الولايات المتحدة، التي أرسلت لهم أكبر حاملة طائرات في العالم «جيرالد فورد» وأتبعتها بحاملة أخرى «آيزينهاور» وأرسلت لها بريطانيا سفينتين تابعتين للبحرية الملكية وطائرات تجسس، كل ذلك لمواجهة أفراد مقاومين يطالبون بحقوقهم المشروعة وبرفع الحصار عنهم متسلحين بأسلحة بدائية. هل يمكن أن نجد دولة أضعف من هذا، وجيشا لا يستطيع الدفاع عن نفسه، ويبحث عمن ينقذه من أول مواجهة مع أعدائه؟ إنها فعلا دولة كبيت العنكبوت.

مهر العروس

أكثر من عشرة آلاف شهيد ومفقود نصفهم من الأطفال، بعد شهر تقريبا من الحصار والقصف المتواصل وانقطاع أي نوع من المساعدات الإنسانية ومتطلبات الحياة البسيطة لأبناء غزة، الذين يواجهون حتى هذه اللحظات أعنف حرب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وربما كما اطلعنا الدكتور خالد قنديل في «الأهرام» منذ سبعين عاما، وقت الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، والهجوم غير المسبوق الذي شنته ولا تزال قوات الاحتلال على أبناء غزة العُزّل، جوا وبرا وبحرا، باستخدام المقاتلات الحربية المختلفة، والمدفعية الثقيلة والبوارج البحرية، لتنقطع الكهرباء تماما عن القطاع مع انقطاع كل وسيلة للاتصال من خدمات الإنترنت والهواتف، حيث دمر جيش الاحتلال كل المسارات الدولية التي تصل غزة بالعالم الخارجي، وأكدت المنظمات الدولية الإنسانية؛ ومنها الهلال الأحمر، أنها فقدت الاتصال بطواقمها، كما أن سيارات الإسعاف لم تعد تتحرك لنفاد الوقود وخرجت أغلب المستشفيات عن الخدمة، كما تبين استخدام جيش الاحتلال أسلحة محرمة دوليا، والقنابل الفوسفورية، وبعد يومٍ دامٍ انعزلت فيه غزة عن العالم، قالت المقاومة إنهم وجدوا في الصباح جثثا مشوهة وبلا معالم. كان ذلك بعد أيامٍ من اصطفاف الدبابات حول غزة، للاستعداد إلى اجتياح بري شامل للقطاع لتحقق إسرائيل ما سمته تحرير الرهائن لدى حماس، والقضاء على الحركة التي تراها السبب الأبرز والمبرر للعدوان، وبعدد مناورات ودخول على استحياء لمناطق قريبة، واختراق بضع دبابات للجدار العازل لأمتار معدودة، نفذ جيش الاحتلال الهجوم برا وبحرا وجوا مدعوما بقوات أمريكية، وفي ما بعد أرسل الجيش الألماني نحو 1000 جندي في الشرق الأوسط من أجل إجلاء الرهائن المنتظر.

عالم جبان

أمام هذا المشهد البارز الذي تحث عنه الدكتور خالد قنديل، كانت هناك عدة مشاهد لا بد أن تؤخذ في الحسبان، منها الموقف الدولي من القضية والصراع، حيث لم يعد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انعقدت يوم الجمعة الماضي، سوى أن تصوت على مشروع القرار العربي بشأن حرب إسرائيل على غزة، الذي دعا إلى هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة تُفضي إلى وقف الأعمال العدائية، وتوفير السلع والخدمات الأساسية للمدنيين في شتى أنحاء القطاع فورا، ودون عوائق، كأول رد رسمي للأمم المتحدة على تصاعد العنف جراء عدوان جيش الكيان المحتل على غزة والضفة الغربية منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن فشل مجلس الأمن الدولي 4 مرات في اتخاذ أي إجراء، من هنا يمكن قراءة المشهد بصورة أوضح وزاوية مختلفة، ومن واقع جميع الأوراق، الرأي العام العالمي والتظاهرات التي تملأ مدن وعواصم العالم منددة بهمجية ووحشة الكيان المحتل، كما تؤكد الأصوات العربية بالتمسك بفكرة حل الدولتين وحق الفلسطينيين في وطنهم على حدود 67، وتغير مؤشر المنظمات الأممية، وحتى الدول الداعمة لإسرائيل وجهت مطالب بوقف إطلاق النار أو هدنة في قطاع غزة، فضلا عن ضغط الداخل الإسرائيلي، وقد اندلعت احتجاجات عارمة وتظاهر المئات أمام مقر نتنياهو وأمام وزارة الأمن القومي وقطعوا الطرقات، مطالبين بضرورة الإفراج عن الأسرى لدى حماس وعقد صفقة مع الفصائل الفلسطينية بشأن الأسرى، ومحاسبة وإقالة نتنياهو، وقد طالبوه بإعادة ذويهم، وعدم تعريض حياتهم للخطر بوقف إطلاق النار على غزة، واستعادة أبنائهم، وأبدوا موافقتهم على صفقة تبادل الكل مقابل الكل، والإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين، خصوصا بعد إعلان المقاومة عن مقتل ما لا يقل عن خمسين من الرهائن بسبب القصف المتوالي، ليصبح نتنياهو، وحكومته في مأزق حقيقي في حالة استمرار الهجوم على غزة والإصرار على الاقتحام، أو حتى بعد التراجع، لتكون فرصة مهمة أمام الحكومات العربية والسلطة الفلسطينية والكثير من المجتمع الدولي لطلب تقديمه إلى المحاكمة.

عاد الأخرى

بات من المؤكد أن أمريكا تسعى بكل ما تملك إلى محو الهوية الفلسطينية، وإثارة قلاقل دائمة في منطقة الشرق الأوسط والتخطيط لجعله مشتعلا طوال الوقت، إما بطريقة مباشرة كما حدث مع العراق وفلسطين وإما باستخدام داعش صنيعتها لهدم دول عربية مثل اليمن وسوريا والسودان، وإبقاء الأوضاع فيها مشتعلة طوال الوقت. تابع طارق يوسف في «الوفد»: لاحظ العالم بأسره خلال الأسابيع القليلة الماضية كيف وصل انحيازها الأعمى للدولة اليهودية في منطقتنا العربية، وحشدها لأحدث الأسلحة لإبادة الفلسطينيين بحرا وبرا وجوا، لكن هل ستستمر أمريكا في بغيها وعنصريتها كثيرا؟ أجاب العلماء أن بوادر هلاك أمريكا بدا وشيكا وأنها ماضية في هذا الهلاك، وهي تعلم أنها عاد الثانية التي ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى «فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا في الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّة أَوَلَمْ يَرَوْا أن اللَّهَ الذي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّة وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُون» (15 فصّلت). ويقول الله تعالى: «وأنه أهلك عادا الأولى»؛ فما هي «عاد» الثانية؟ يؤكد عدد من العلماء أبرزهم الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه أن (قوم عاد) أهلكهم الله عز وجل، و«عاد» تنفرد من بين الأقوام السابقة بأنها وُصفت بأنها أولى (وأنه أهلك عادا الأولى) (النجم: 50) ويؤكد المعلومة نفسهاعدد من العلماء قائلين، إنه من العجيب أن أمريكا في علمها خمسون نجمة وفيها خمسون ولاية، فهل هذا من الإعجاز العددي.

في انتظار هلاكها

هذه الاجتهادات والتوقعات التي اهتم بها طارق يوسف، باتت محل بحث من معظم الأجيال الحالية، كلٌ حسب علاقته الإيمانية، أو حسب أحلامه المستقبلية، أو للتزود بالمعلومات عن حقيقة إسرائيل، وما هي عقيدتها وشرعية وجودها في المنطقة العربية، بسبب ما يرونه من انحياز أعمى من الغرب على وجه العموم، وأمريكا على وجه الخصوص، التي أيقظت الحمية العربية والإسلامية لدى الأجيال الصاعدة. أمريكا هي عاد الثانية التي تستوجب عقاب الله عز وجل، بعد أن أظهرت الغطرسة والقوة المفرطة والدعم اللامحدود للكيان المغتصب، غير آبهة باحتجاجات معظم شعوب العالم ودعاء المسلمين في صلاتهم بهلاكها وإسرائيل معا. هل تفيق أمريكا من غفوتها، أم تظل على ضلالها وعدوانها وعنصريتها كقوم عاد الذي أنزل الله تعالى فيهم قوله (فلما رأوه عارضا مستقبلا أوديتهم) أي: لما رأوا العذاب مستقبلهم، اعتقدوا أنه عارض ممطر، ففرحوا واستبشروا به، وكانوا محتاجين إلى المطر، قال الله تعالى: (بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم) أي: هو العذاب الذي قلتم (فآتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين). وهل سيكون هذا الهلاك هو الكويكب الذي أخبرت به وكالة ناسا، وأطلق عليه تي 7 المقبل تجاه الأرض، والذي قامت السينما الأمريكية في تحد صارخ بإنتاج فيلم يقوم فيه النجم الأمريكي بروس ويلس بتفتيت هذا النيزك إلى قطع صغيرة استهانة به، هل سيكون الكبر والاستهانة والغرور عاملا قويا في اختفاء عاد الثانية؟

صمود خرافي

إن كانت النازية هي الأداة الصاخبة لمفهوم الهزيمة والآية الكبرى لمفهوم الأنا، والطامة العظمى في العبودية اللامحدودة.. فإن من قال إن ورقتها انتهت بحرقها اليهود، قد أخطأ وفق ما أوضح عصام الدين جاد في «الوفد»: نحن نرى الآن أنواعا من النازية الكبرى والأمراض الرأسمالية والنفسية لمجتمع صهيوني خسيس يتشبع باجتثاث جثث الأبرياء من الأطفال والنساء والآمنين والمسالمين من أهلنا وذوينا أصحاب الأرض والعرض الفلسطيني الشرفاء. إن ما نراه من عالم صامت خائب لا يرد إلا بالسكون المميت، بل لا ندري إن كان هناك من يستمتع بهذه المناظر، ولا ندري إن كان هناك من يرى أن قصف المشافي فيها شفاء لصدورهم، لا أعلم أن إطلاق لفظ السادية على أهل الصهيونية ومشجعيها سيشفي غليلنا، لا أعلم إن حديثي هذا سيلملم جراح العالم من خنوعه المسالم لهذه المذابح. لقد ظهر الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والعرض بمفهوم معنى المرابطين، لا أعلم هل فهم العالم معنى التمسك، وإن سُلب الأبناء وسُلبت الدار؟ إن ما صنعه الصحافي وائل دحدوح بعد أن حمل وقبل حفيده وابنه وأكمل مسيرته وهو لا يلتمس إلا النصر لغزة بكلمات وصورة، يكتب في التاريخ ولتكن مصر هي الحبيبة والمساعدة للمرابطين، والكافة عن فكرة تهجير الفلسطيني عن وطنه، وليكن شعبها ورئيسها أول المساعدين ماديا ومعنويا والناصرين لأهل فلسطين حتى تنتصر القضية.

العقدة الألمانية

ارتدى المستشار الألماني أولاف شولتس، مؤخرا قبعة يهودية «كيباه» في حفل افتتاح كنيس يهودي في مدينة ديساو الألمانية، أما حكومته كما أوضحت جيهان أبو زيد في «الشروق» فعممت قرارا يمنع ارتداء الشال الفلسطيني في المدارس والجامعات، في مفارقة جديدة كاشفة لعمق الحالة الألمانية. يتبارى الساسة الألمان في إظهار الدعم لإسرائيل ويكاد الخطاب الألماني أن يتفوق على نظيره الأمريكي في المباهاة بالحفاظ على أمن إسرائيل. بدأت المباراة بتصريح وزيرة الخارجية في الأيام الأولى لعملية حماس مهللة (كلنا إسرائيل) ولحقت بها وزيرة الداخلية نانسي فايزر داعية إلى ترحيل داعمي حركة حماس من البلاد، دون تقديم تعريف واضح لمصطلح «داعم». يصعب تتبع الاستجابات الألمانية المتدفقة التي تتفق عليها النخبة السياسية ومعظم الشارع الألماني، فالتجاهل المريب للدماء الفلسطينية المراقة والتدمير الهستيري للبنية الأساسية، يعزز من طرح أستاذ جامعة كولومبيا جوزيف مسعد، الذي يصف ألمانيا بالعدو الدائم للنضال الفلسطيني. لم تترك ألمانيا منفذا ـ ولو ضيقا ـ لإدانة الهجوم الوحشي على المدنيين بغزة، بل تجاهلت بتعنت لافت محرقة سكان غزة بنيران إسرائيل. غزلت المستشارة السابقة أنغيلا ميركل عام 2008 مقولة «أمن إسرائيل مصلحة وطنية لألمانيا» الذي استخدمته خلال زيارتها للدولة اليهودية في أكتوبر/تشرين الأول 2012. أعربت آنذاك عن ثقتها في أن أمن إسرائيل سيكون ذا أهمية مركزية لكل حكومة ألمانية. ولم يخن المستشار الألماني الراهن أولاف شولتس، وصيتها فكرر أمام أعضاء البرلمان الفيدرالي الألماني ـ البوندستاج ـ يوم الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول مؤكدا أن أمن إسرائيل «مصلحة وطنية». تقول الأستاذة ماريتا أوير مديرة معهد ماكس بلانك للتاريخ في حوار لها مع قناة DW الألمانية، «إن المصلحة الوطنية تعني دائما تقديم المصلحة على القيم».

رجمت نفسها

سجنت ألمانيا في مشاعر الذنب التي أغرقتها بها إسرائيل، كما لم تقصر الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ الحرب العالمية الثانية وفق ما ترى جيهان أبو زيد في تمرير تلك المشاعر للدماء الألمانية ذاتها، رغم ذلك لم تكن المحرقة بمفردها وما تلاها من الرغبة الألمانية في غسل وصمة عارها أمام العالم هي السبب الوحيد لتلك الرابطة المقدسة بين ألمانيا وإسرائيل. يقول أستاذ التاريخ في جامعة تكريت الدكتور دحام عبدالصمد في دراسته المنشورة في المجلد 26 لجامعة تكريت للعلوم الإنسانية عام 2018، لقد كانت اتفاقية التعويضات الألمانية الإسرائيلية التي وقعت في عام 1952 عبارة عن انبعاث إسرائيل من رماد الكارثة، ويقصد المحرقة النازية. فما أن توقفت الحرب العالمية الثانية حتى بدأت المنظمات اليهودية في المطالبة بالتعويضات. دون المستشار أديناور في مذكراته (كان واضحا لي أنه إذا فشلت المفاوضات مع اليهود فإن المفاوضات في مؤتمر لندن حول ديون ألمانيا للغرب قد تفشل لأن المصرفية اليهودية قد تمارس نفوذا على أعضاء مؤتمر لندن). توصلت إسرائيل إلى اتفاقية حصلت بموجبها من ألمانيا على تعويضات في شكل سلع وخدمات بقيمة ثلاثة ملايين (مارك ألماني) أي ما يعادل 1.5 مليون يورو على مدى اثني عشر عاما، كما حصدت المنظمات اليهودية المدافعة عن ضحايا المحرقة النازية على 450 مليون مارك. وفي الفترة ما بين 1960ـ 1970 كانت ألمانيا الاتحادية ثاني أكبر مصدر أسلحة لإسرائيل. يقول المؤرخ الإسرائيلي توم زيكيف، «اعتبرنا ألمانيا منذ ذلك الوقت مصدر قوة لإسرائيل». ومع تنامى قوة ألمانيا السياسية والاقتصادية، تنامى أيضا التزامها بدعم إسرائيل، رغم انتهاء مدة الاتفاقية الخاصة بالتعويضات، وقد كشفت الصفحة الرسمية لهيئة الإذاعة والتلفزيون DW المملوكة للدولة في سبتمبر/أيلول عام 2012 أن مجموع التعويضات التي دفعتها ألمانيا بلغ نحو 83 مليار مارك. تلقي الحرب على غزة واستجابة ألمانيا المتمثلة في إنارتها بألوان العلم الإسرائيلي على معلمها التاريخي الأشهر بقلب برلين «بوابة براندبورغ» وإعلامها المدافع أبدا عن إسرائيل واقتصادها المتعثر بفعل الدعم العسكرى لأوكرانيا بالشك في قرب خلاص ألمانيا من توحدها الإسرائيلي الأمريكي.

لا مفر

الحرب ثقيلة، بل هي كما قال الدكتور محمود خليل في «الوطن» من أثقل الأمور على البشر، لأنها تحمل في طياتها كل ما هو ثقيل على النفس.. فيها الحزن، وهو ثقيل، وفيها الفقد وهو ثقيل، وفيها الإحساس بالخذلان وهو ثقيل، والشعور بالقهر وهو ثقيل. يقول الله تعالى: «كتب عليكم القتال وهو كُره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون». القول القرآني واضح في أن القتال مسألة مكروهة من جانب البشر.. فما من إنسان إلا ويحب العيش الهادئ المستقر الذي يستمتع فيه بنعم الحياة، لكن الظروف قد تفرض عليه في لحظة أن يتخلى عن كل هذا، ويسير مشوارا يراهن فيه على «اللاعودة» وهو مشوار الحرب التي يدخلها الإنسان وهو لا يدري هل سيعود منها، أم يصعد راضيا مرضيا إلى ربه. الآية الكريمة تتحدث عن القتال كوعد مكتوب، كتبه الخالق العظيم على الإنسان لحكمة كبرى، تتمثل في المساهمة في اعتدال ميزان الحياة، وعدم السماح لطرف بالجور على آخر، أو سلب حقوقه، أو العيش على حسابه، وثمة أمور ثلاثة فرضها الله تعالى على الإنسان من منظور «الوعد المكتوب» وجميعها ظهرت في سورة «البقرة» داخل آيات كريمة تبدأ بكلمة «كُتِب» أولها القصاص: «يا أيها الذن آمنوا كُتِب عليكم القصاص» وثانيها الصيام، وذلك في قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كُتِب عليكم الصيام» وثالثها: القتال «كُتِب عليكم القتال وهو كره لكم». والأمور الثلاثة تتعلق بمسائل تشق على النفس، وأشقها في كل الأحوال هو القتال، بما يحمله من مخاطر، ومن إرباك لأوضاع الحياة، لذلك خصه الله تعالى بالوصف «وهو كُره لكم». فالله تعالى يعلم النفس الإنسانية وخباياها.

«إن الله لا يحب المعتدين»

واصل الدكتور محمود خليل، أشياء كثيرة يُبتلى بها الإنسان في الحياة، ولا يعلم أن في باطنها الرحمة واللطف به والعطف عليه، رغم ما يعانيه في مواجهتها، وأشياء أخرى، قد تسعده في ظاهرها، دون أن يدري أن الأقدار تخبئ له فيها ما يعذبه، ويقلب حياته، ويقلق راحته ويطير النوم من عينيه. فليس كل ما تحب بنافع.. وليس كل ما تكره بضار.. فقد يكون ما تحب كامنا في قلب ما تكره.. وما تكره كامنا في باطن ما تحب. وعلى هذا النحو نبهت آية «القتال» المؤمنين إلى أن الإنسان قد يكره شيئا فيه الخير له، وقد يحب شيئا آخر يحمل الشر والوبال عليه، والله تعالى هو الأعلم بما يصلح حال عباده. حين يكون القتال بحق ودفاعا عن حق، لا بد أن يطمئن الإنسان إلى معونة الله له، أما حين يكون عدوانا واعتداء وسلبا ونهبا، فعليه أن يعلم أنه خرج عما شرعه الله.. فالقتال الحقيقي هو ما يخافه المؤمن ويبغضه، رغم أن فيه الخير له، فيسترد ما سلبه عدوه من حقوق، أما الاعتداء – ففيه جرأة وغرور- لأن المعتدي يحركه الطمع بما في يد الغير، والله لا يحب المعتدين: «إن الله لا يحب المعتدين».

ماذا ينتظرنا؟

احتفالنا بيوم سيناء هذا العام يكتسب من وجهة نظر جلال عارف في «الأخبار» أهمية مضاعفة حيث تستمر الحرب النازية التي تشنها إسرائيل على الأشقاء الفلسطينيين، ويعود معها حديث التآمر على مصر واستهداف سيناء التي روينا ترابها بدماء شهدائنا، والتى يعرف الأعداء قبل الأصدقاء أنها خط أحمر لن يسمح أبدا بتجاوزه، أو المساس به، احتفالنا اليوم بمرور خمسة وخمسين عاما على هذا اليوم المجيد الذي وجه فيه أهلنا في سيناء الحبيبة صفعة مدوية للعدو الإسرائيلي يأتى ليؤكد من جديد أن المؤامرة قديمة ومستمرة، وأن ردنا عليها لم يكن ولن يكون إلا سحقها تحت أقدامنا مهما كانت القوى التي تدعمها. في مثل هذا اليوم عام 68 وبعد عام من الهزيمة المريرة في حرب 67 كان العدو يتصور أنها لحظة إعادة رسم خريطة المنطقة، حسب هواه، بينما مصر مشغولة بإعادة بناء جيشها بعد الهزيمة. أخرج موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي يومها ملف المؤامرة على سيناء وجمع أهلنا من شيوخ القبائل واستحضر الصحافة العالمية ليعلن استقلال سيناء تمهيدا لضمها لإسرائيل، بعد أن أوهمه شيوخ القبائل بموافقتهم. وأمام عدسات الإعلام والصحافة العالمية وقف الشيخ سالم الهرش ليتحدث باسم كل القبائل ويرد على عرض ديان، مؤكدا أن سيناء مصرية وستبقى كذلك، وأن إسرائيل هي قوة احتلال، وأن أمر سيناء في يد مصر وحدها، والحديث باسمها هو لرجل واحد. هو رئيس مصر جمال عبدالناصر. كانت فضيحة لإسرائيل وهزيمة لمخططاتها، وبشيرا بالنصر المقبل الذي كان لأهلنا في سيناء دور مهم فيه بالعمل إلى جانب جنودنا في حرب الاستنزاف ثم في حرب أكتوبر/تشرين الأول المنتصرة، عادت سيناء لكن المؤامرات لم تنته.

مطلوب تفسير

بعد بدء الحرب على غزة، عادت الكهرباء للانقطاع عن منازلنا في مصر. وهذه المرة كما أوضح كارم يحيى في «المشهد» يأتي الانقطاع لمدد أطول من أزمة هذا الصيف غير المسبوقة. ومنذ نحو الأسبوعين، بدأت الصحافة في الخارج تتناول تأثير توقف إنتاج حقول «تامار» للغاز الطبيعي أمام سواحل غزة، الذي يسطو عليها الاحتلال وينهب ثروات ومقدرات الشعب الفلسطيني، في مصر والأردن. وقال المتحدث باسم رئاسة الحكومة الأحد الماضي إن انقطاعات الكهرباء يوميا تتضاعف، وأن ما تصدره إسرائيل من الغاز لمصر يوميا (800 مليون متر مكعب) أصبح «صفرا». وكمصريين يحق اليوم طرح عدد من الأسئلة: هل هناك من يخرج ليصارحنا بكلام صادق مسؤول عما هي نسبة اعتمادنا الآن على غاز فلسطين المنهوب؟ البحث عن تفسير مقنع لأسباب ما وصلنا له من تقليص ساعات الاضاءة متسائلا: هل هذا الاعتماد لا فكاك منه، وبلا بدائل اقتصادية ومحترمة؟ وأين الغاز المصري، بما في ذلك حقل «ظهر»؟ ما هي صحة ما تنشره وزارة الطاقة الإسرائيلية عن ارتفاع متزايد في تصدير الغاز الطبيعي لمصر منذ بدء التصدير مطلع 2020؟ وما نقلته «سي أن أن» الاقتصادية عن تقرير للشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي «إيغاس» بأن كميات الغاز المستوردة من إسرائيل زادت بنسبة 42.7% في العام المالي الذي ينتهي في يونيو/حزيران الماضي عن العام المالي السابق عليه؟

من يحاسبه؟

واصل كارم يحيى أسئلته المحرجة للحكومة: كيف تحولنا من دولة تصدر الغاز والكهرباء إلى أن نعيش في الظلام يوميا ما بين ساعتين وأربع ساعات، وتتعطل مصانعنا ومرافقنا في انتظار أن يمن علينا الكيان الصهيوني الغاصب بالغاز الفلسطيني المنهوب؟ وما هي قوة رجال أعمال يقال إنهم ورثوا مكانة وبزنس حسين سالم في التطبيع البترولي، كالدكتورعلاء عرفة صاحب شركة «دولفينوس» والشريك في غيرها، في الدولة المصرية؟ ومن هم المسؤولون عن خصخصة مرافق ومقدرات البلد النفطية لخدمة مثل هذه الشركات؟ وبأي صلاحيات فعلوها؟ ومن يشارك حقا في ملكية هذه الشركات المطبعة وأرباحها؟ ولماذا هي مسجلة في الخارج؟ وهل حقا لا تدفع ضرائب؟ وما هي بنود صفقات الغاز مع الكيان الصهيوني وشركائه؟ وما معنى أن يعلن وزير البترول طارق الملا، ومن أبوظبي في 2 فبراير/شباط 2023، عن اعتزام الحكومة بيع نصف شركات البترول العامة (10 من 20) وطرحها قريبا في البورصة، ومن بينها شركة «إنبي»؟ ومن سمح سياسيا وسياديا بكل هذه الصفقات التطبيعية والخطيرة العواقب على مصر واقتصادها ومكانتها وحياة المصريين، وبعيدا عن الشفافية والبرلمان والقضاء والصحافة وما يسمى «الحوار الوطني» ومن يحاسبه اليوم؟ أليس في أي دولة محكومة بالديمقراطية وتداول السلطة والانتخابات الحرة تجري تحقيقات مستقلة، وفي الصحافة والبرلمان عن شبهات تأثير مثل «هذه الصفقات» والمستفيدين منها على القرار في الشؤون الداخلية والإقليمية الخارجية، وإزاء عدوانية قوة همجية في الجوار؟

«القدس العربي» :

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب