بؤس وفقر السياسة الأمريكية
بقلم الدكتور غالب الفريجات
القرار الذي صاغته مصر شاركتها فيه بعض الدول، والذي يطلب بوقف العدوان الصهيوني على غزة، وقد وافقت عليه ١٥٣ دولة من أصل ١٩٦ دولة ، وعارضته عشر دول ، وامتنعت ٢٣ دولة.
الملفت ان في مقدمة المعارضين للقرار بالطبع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ومعهما ثماني دول باستثناء النمسا، فالدول الاخرى السبع ترى وجودها على الخارطة الدولية بالمجهر، وهي بالتأكيد قد اتخذت موقفها بالضغط الأمريكي، وهو مؤشر على فقر وبؤس السياسة الدولية، والحجم السياسي الدولي الذي باتت أمريكا تتمتع به.
الولايات المتحدة على امتداد عمل الدولة الأمريكية تحظى بأكبر عدد من الاعتداءات على دول وشعوب العالم، وهي أول من استخدم السلاح النووي غير عابثة بالروح البشرية، ولا بالحياة الإنسانية، رغم ادعاءاتها وتشدقها بالديمقراطية، وحقوق الإنسان، وقواعد القانون الدولي.
في مجلس الأمن اكثر دولة من دول مجلس الأمن دائمة العضوية الخمس كانت الولايات المتحدة قد استخدمت حق النقض، فقد استخدم حق النقض، ٢٦٠ مرة منذ تأسيس مجلس الأمن، والولايات المتحدة استخدمت ١١٤ مرة من بينها ٨٠ مرة لمنع إدانة الكيان الصهيوني، و ٣٤ مرة ضد قوانين تساند الحق الفلسطيني.
الولايات المتحده هي من تدعم الكيان الصهيوني في كل اعتداءاته، وهي من تزوده بكل احتياجاته من السلاح وكل أدوات القتل والاجرام، بالإضافة إلى الدعم المالي، وكل ذلك على حساب قضايا السلم والامن العالمي، وهو ما يعني ان الولايات المتحدة عمليا هي من يهدد السلم والامن العالمي، وهي فعلا هي أصل الإرهاب الدولي بتنظيماته ودوله المارقة كالكيان الصهيوني.
باتت أمريكا تشكل عدوة شعوب الأرض بفعل سياساتها اللا اخلاقية على مستوى الكرة الأرضية، ففي المنطقة العربية بالإضافة لدعم الكيان الصهيوني بكل ممارساته العدوانية، فقد قامت بغزو واحتلال العراق تحت ذرائع واهية مثل أسلحة الدمار الشامل، وعندما فشلت في العثور على أسلحة دمار على الأرض العراقية أعلنت بأنها تريد نشر الديمقراطية، ديمقراطية أمريكا في العراق تجلت بقتل نظامه السياسي، وتفكيك بنيته الاجتماعية، وتشرييد الملايين الي جانب من قتلته في الغزو والحصار، ونهبت ثروته المادية ودمرت ثروته البشرية، وهاهي ديمقراطية أمريكا التي قدمت فيه العراق على طبق من ذهب لملالي إيران رغم تبجحها بمعاداة الملالي، وقامت قبل العراق كذلك باحتلال أفغانستان، وبعد عشرين عاما عادت للتفاوض مع طالبان وتسليمهم السلطة.
أمريكا فعلا رأس الحية كما ينعتها الجمهور العربي، وهي الأكثر خطورة على العالم، وهي أيضا عدوة لمواطنيها بالقدر الذي تجلب لهم الكراهية من كل شعوب الأرض، وأن نظامهم في عدوانيته خطر عليهم من جهة، وحروبها على حساب تمتعهم الرفاهية والحياة السعيدة، لان كل نفقات حروبها على حساب المواطن الأمريكي دافع الضرائب، عوضا ان تلفت الإدارة لما يعاني منه المواطن الأمريكي من فقر وتشريد ونقص في الاحتياجات الضرورية للحياة.