محلل إسرائيلي: أسلوب القتال الحالي يعني موت المزيد من الجنود
محلل إسرائيلي: أسلوب القتال الحالي يعني موت المزيد من الجنود
القدس: اعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، أن استمرار القتال بالشكل الحالي في قطاع غزة، يعني سيلا متواصلا من الأخبار عن موت الجنود الإسرائيليين.
وكتب هارئيل في صحيفة “هآرتس” العبرية، الاثنين: “إن استمرار القتال بالشكل الحالي، سيعني سيلا متواصلا من الأخبار عن موت الجنود”.
ولفت إلى أنه بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي في غلاف قطاع غزة، “نفض الجيش الإسرائيلي الغبار عن خططه لعملية برية من النوع الذي كان موضع جدل لأكثر من عقدين من الزمن”.
وأشار إلى أن “العدد الهائل من الضحايا الذين تكبدتهم إسرائيل، أدى إلى خلق شعور بأنه لم يكن هناك خيار آخر سوى الغزو البري بهدف طموح يتمثل في هزيمة حماس”.
وعن وجهة نظر الشارع الإسرائيلي، قال هائيل: “لأول مرة منذ سنوات، كان الجمهور على استعداد للسماح بمقتل جنود من أجل هذه القضية”.
واستدرك: “إلا أن هذا الإجماع، كما حدث في لبنان عام 1982، يعتمد على شرطين يتضاءلان تدريجياً بمرور الوقت: وجود هدف واضح للحرب، وفهم أن النصر أمر ممكن التحقيق”.
وأضاف: “سوف يتنامى الخطر في غزة أيضاً عندما تبدأ الشكوك في الظهور، حول ما إذا كان من الممكن تحقيق هذه الشروط بالفعل”.
وبمرور أكثر من شهرين على الحرب، فإن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أي من الأهداف الذي وُضعت منذ بداية الحرب، وهي القضاء على حماس وإسقاط حكمها وإطلاق سراح المحتجزين.
في المقابل، تقول واشنطن إنها تريد من إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الحرب حتى منتصف الشهر المقبل، كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها هيئة البث الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد قال هارئيل: “إن احتمال حدوث تغيير في طبيعة العمليات العسكرية في الشهر المقبل، سيثير الشكوك حول تحقيق الأهداف المعلنة للعملية”.
ولفت هارئيل في هذا السياق إلى أنه “يصر رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) ووزير الدفاع (يوأف غالانت) ورئيس أركان الجيش (هرتسي هاليفي)، على أن الضغط العسكري المستمر وحده هو الذي سيدفع حماس إلى إظهار المرونة”.
وقال: “ولكن في هذه المرحلة، يبدو أن حماس غير مستعدة لتقديم تنازلات. ويشكو الوسطاء القطريون من صعوبة التواصل مع يحيى السنوار، زعيم التنظيم في غزة، الذي يبدو أنه مشغول بالاختباء”.
وأضاف: “ويطالب المتحدثون باسم حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، ووقف إطلاق النار كشرط لاستئناف المفاوضات بشأن الرهائن”.
والأحد، قال نائب رئيس حركة “حماس” في غزة خليل الحية، في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية، إنه لا حديث عن صفقة تبادل أسرى قبل وقف “العدوان الإسرائيلي” على غزة، وانسحاب الجيش من كامل القطاع.
وتابع هارئيل: “هذا أمر غير مقبول من وجهة النظر الإسرائيلية، لكن القلق بشأن مصير الرهائن يتزايد في ضوء ما هو معروف الآن عن الظروف التي يحتجزون فيها، والاعتراف بأنه مع كل يوم يمر، هناك فرص لاسترداد الرهائن”.
وأردف: “لقد أصبح إنقاذهم بنجاح من الجحيم الذي يعيشون فيه، يتضاءل”.
وأشار هارئيل إلى أنه “منذ يوم الخميس الماضي، بدأ الجسر الجوي للمسؤولين الأمريكيين الذين يزورون إسرائيل مرة أخرى، ومن المرجح أن يبدأ في تقديم المزيد من الوضوح حول استمرار الحرب في غزة”.
وقال: “ورغم أن الجانبين امتنعا عن تقديم أي تفاصيل للجمهور، فمن الواضح أن المحادثات حددت موعدا نهائيا لبدء المرحلة التالية من الحرب ضد حماس”.
وأضاف: “من المفترض أن يحدث هذا منتصف يناير/كانون الثاني، وبعد ذلك ستتغير طبيعة العمليات الهجومية الإسرائيلية في غزة وتتقلص”.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتفاع عدد قتلاه منذ بداية الحرب إلى 459 ضابطا وجنديا، بينهم 127 قتلوا منذ بدء الحرب البرية في غزة في 27 أكتوبر.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت 19 ألفا و453 شهيدا فلسطينيا، بالإضافة إلى 52 ألفا و286 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
(وكالات)