منظمة حقوقية مقرها أمريكا تتهم إسرائيل باستخدام سلاح “التجويع” في غزة

منظمة حقوقية مقرها أمريكا تتهم إسرائيل باستخدام سلاح “التجويع” في غزة
واشنطن: اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها الولايات المتحدة إسرائيل اليوم الاثنين بمحاولة تجويع الفلسطينيين في غزة خلال حربها مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وهي تهمة قالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إنها جاءت من منظمة “معادية للسامية” لا تستحق ردا.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم وقف القصف والحصار على القطاع الساحلي المكتظ بالسكان، حيث دُمرت المباني، وانتشر الجوع، وتقول السلطات الصحية إن عدد الشهداء بلغ زهاء 19 ألف فلسطيني.
ورغم الضغوط العالمية المتزايدة لحماية المدنيين، الذين ليس لديهم مكان يذهبون إليه، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي عازمة على القضاء على حركة حماس التي تقف وراء هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، وفقا لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير لها إن القوات الإسرائيلية تمنع عمدا توصيل المياه والغذاء والوقود وتدمر مناطق زراعية وتحرم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، أصبح معظمهم من المشردين، من المواد اللازمة للبقاء على قيد الحياة.
هيومن رايتس ووتش: الحكومة الإسرائيلية تستخدم تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب في قطاع غزة المحتل. يجب على زعماء العالم أن يتحدثوا علنا ضد جريمة الحرب البغيضة هذه.
وأضافت أن “الحكومة الإسرائيلية تستخدم تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب في قطاع غزة المحتل. يجب على زعماء العالم أن يتحدثوا علنا ضد جريمة الحرب البغيضة هذه”.
وردت إسرائيل بوصف هيومن رايتس ووتش بأنها منظمة “معادية للسامية ومعادية لإسرائيل” ليس لها حق أخلاقي في الانتقاد بعد رد فعلها “الصامت” على عمليات القتل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليور هايات “كل أجندتهم معادية لإسرائيل ولا يستحقون أي رد”.
ودأبت إسرائيل على نفي استهداف المدنيين وتتهم حماس بالتمركز في المناطق السكنية. وتقول إسرائيل إنها تحاول تسهيل المساعدات للأبرياء مع منع تحويل الإمدادات إلى آلاف من مقاتلي حماس العاملين من الأنفاق.
تزايد الشهداء
في أحدث عمليات القصف،استشهد 90 فلسطينيا في مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة أمس الأحد، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس. وأفادت إذاعة حماس الأقصى بتعرض مستشفى الشفاء الرئيسي في غزة للهجوم.
وفي دير البلح بوسط قطاع غزة، قال مسعفون إن 12 فلسطينيا استشهدوا وأصيب العشرات. كما أدت ضربة جوية إسرائيلية على منزل في رفح جنوب القطاع إلى استشهاد ما لا يقل عن أربعة أشخاص.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن قذيفة دبابة إسرائيلية أصابت مبنى الولادة داخل مستشفى ناصر في خان يونس مما أدى إلى استشهاد فتاة تبلغ من العمر 13 عاما تدعى دينا أبو محسن.
وأضاف القدرة أن الفتاة سبق وأن فقدت والديها واثنين من أشقائها وإحدى ساقيها خلال قصف منزل في حي الأمل بخان يونس قبل أسابيع.
وعلى الجانب الإسرائيلي، نشر الجيش أسماء أربعة جنود آخرين لقوا حتفهم في معارك في قطاع غزة مما يرفع عدد الجنود الذين قتلوا فيها إلى 126 منذ بدء إسرائيل لغزو بري في أواخر أكتوبر تشرين الأول.
وأفاد سكان بوقوع إطلاق نار بين جنود إسرائيليين ومسلحي حماس في مناطق مختلفة بأنحاء قطاع غزة، وقال المسلحون إنهم شنوا سلسلة من الهجمات.
قال رائد، وهو أب لأربعة أطفال يبلغ من العمر 45 عاما ونقل عائلته مرتين بالفعل، إن سكان غزة مرهقون أثناء محاولتهم البقاء بأمان أثناء التعامل مع الظروف الكارثية على الأرض.
وأضاف في منطقة رفح “فقدت الأموال قيمتها ومعظم السلع غير متوفرة. نهضنا من أسرتنا بعد أن نجونا ليلة من القصف لجولة في الشوارع بحثا عن الطعام، تعبنا. نريد سلاما، هدنة، وقف إطلاق نار، أيا كان ما يسمونه لكن من فضلك أوقف الحرب”.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الاثنين إن العنف المتزايد مستمر أيضا في الضفة الغربية المحتلة، حيث استشهد أربعة فلسطينيين في غارة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مخيم الفارعة للاجئين.
مقتل الرهائن يهز إسرائيل
وفي أحدث زيارة أمريكية للمنطقة، وصل وزير الدفاع لويد أوستن إلى إسرائيل لإجراء محادثات من المتوقع أن تركز على كيفية انتقال حليفتها من حرب مكثفة تعتمد على العمليات البرية والقصف الجوي إلى صراع محدود ومركز أكثر مع إبقاء الضغط على حماس وحماية المدنيين.
وقال مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن واشنطن تريد أن يحدث ذلك عاجلا، ربما في غضون أسابيع قليلة، في حين تشعر إسرائيل أنها بحاجة لمزيد من الوقت.
وأردف “لذلك فهما على اتفاق مبدئي بشأن الطريق مستقبلا والحاجة إلى الانتقال في النهاية إلى نهج أكثر استهدافا ولكن هناك اختلافات بشأن الجدول الزمني”.
وفي إسرائيل، استمر الفزع من مقتل ثلاثة رهائن عن طريق الخطأ في الأسبوع الماضي على يد القوات الإسرائيلية، حتى عندما كانوا يرفعون رايات بيضاء.
وقال آفي شامريز، والد الرهينة المقتول ألون شامريز، إن الثلاثة فعلوا كل ما في وسعهم لحماية أنفسهم وطالب برؤية لقطات للحادث.
وأضاف لإذاعة الجيش “خلعوا قمصانهم. ولوحوا بالرايات البيضاء. ساروا في وضح النهار وسط الشارع وليس للاختباء. وصرخوا طلبا للمساعدة لكن جيشنا لا يعرف كيف يلتزم بقواعد إطلاق النار”.
وقال شامريز إنه تعرف على خط يد ابنه على قطعة قماش بيضاء مكتوب عليها “النجدة” باللغة العبرية ووصف الحادث بأنه إعدام. واعترف مسؤول عسكري بأن الحادث يتعارض مع قواعد الاشتباك الخاصة بالجيش.
(وكالات)