مقالات
جنود جولاني يجرون أذيال الخيبة مع الانسحاب من غزة
جنود جولاني يجرون أذيال الخيبة مع الانسحاب من غزة
إسرائيل تدرس تقديم عرض لـ«حماس» يتضمن هدنة طويلة.. واليمين المتطرف يهدد بحل حكومة الحرب
بلغ القتال في قطاع غزة أمس مرحلة “عض الأصابع” بحسب وصف محللين عسكريين بعدما فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أي هدف من أهداف عدوانه المعلنة بعد 76 يوما على الحرب غير المسبوقة بوحشيتها والدعم الأميركي التي تحظى به. وفيما صار واضحاً أن تصريحات حكومة الحرب الإسرائيلية العالية السقف لا تتطابق مع مجريات الميدان حيث سحب جيش العدو أمس لواء النخبة “جولاني” من غزة بعد أن تكبد خسائر كبيرة في جنوده وضباطه وآلياته. وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن جنود غولاني غادروا غزة “لإعادة تنظيم صفوفهم”.
وكان قائد لواء غولاني الأسبق موشيه كابلنسكي قال الأحد الماضي أن اللواء خسر منذ السابع من تشرين الأول الماضي ربع قواته بين قتيل وجريح، إذ قتل 82 ضابطا وجنديا خلال العدوان على غزة.
في المقابل أثبتت كتائب” القسام” قدرتها الفائقة على الصمود الاستراتيجي والتكتيكي فوق الأرض وتحتها وقد أظهرت ذلك مجددا بعد أن أعلنت قصف تل أبيب بالصواريخ، مبطلة بذلك كل مزاعم الاحتلال بتدمير قدرة المقاومة على قصف مدنها ومستوطناتها.
وأعلنت كتائب القسام أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية “ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين”.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن 35 صاروخا على الأقل أطلقت باتجاه تل أبيب، بينما قال جيش الاحتلال إن صفارات الإنذار دوت وسط وجنوب إسرائيل.
وقالت شرطة الاحتلال إنها تجري عمليات مسح واسعة النطاق لتحديد مواقع سقوط الصواريخ.
وأضافت “على السكان البقاء قرب المناطق المحمية وعدم لمس بقايا الصواريخ التي قد تحتوي على متفجرات”.
يأتي ذلك بينما تجرى محادثات متعددة الأطراف وصفت بأنها الأكثر “جدية” منذ أسابيع بشأن هدنة جديدة في غزة.
ووصل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إلى القاهرة أمس الأول لاجراء مباحثات في هذا الشأن فيما قال مصدرٌ في حركة الجهاد الإسلامي إنّ الأمين العام للحركة، زياد النخالة سيتوجه أيضاً إلى العاصمة المصرية القاهرة مطلع الأسبوع المقبل.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عن مصادر مصرية، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، أبلغ الوسطاء بأن الصيغة الوحيدة التي يمكن تطبيقها كصفقة تبادل للأسرى، هي “الكل مقابل الكل”.
واشترط السنوار وفق ما نشرت “كان”، وقفاً كاملاً لإطلاق النار، “إذا ما أرادت إسرائيل استعادة مخطوفيها أحياء”.
من جانب آخر، نقل موقع إسرائيل 24 عن مسؤولين إسرائيلين كبار، إن “حماس تضع شرطاً لإنهاء الحرب”، مشيرين إلى أن ذلك “لن يحدث”.
وقالت حماس في بيان إن الفصائل الفلسطينية اتخذت موقفا موحدا بأنه لا ينبغي الحديث عن الأسرى أو اتفاقات تبادل إلا بعد الوقف الكامل للعدوان.
وأضافت حماس “هناك قرار وطني فلسطيني بأنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل إلاّ بعد وقف شامل للعدوان”
وفي وقت سابق قال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لهنية، لرويترز “لا نستطيع الحديث عن مفاوضات في وقت تستمر فيه إسرائيل في عدوانها. مناقشة أي أطروحة تتعلق بالأسرى يجب أن تتم بعد وقف العدوان”.
من جهتها نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن إسرائيل تفكر في تمديد التهدئة لأكثر من أسبوعين لإقناع حركة حماس بالإفراج عن محتجزين لديها.
إلى ذلك نقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب قدمت عرضا بشأن صفقة تبادل جديدة للأسرى مع الفصائل الفلسطينية، وأنها تتوقع ردا من الوسطاء القطريين خلال أيام قليلة.
وفي كلام صار واضحا للعالم أنه “منفصل عن الواقع” قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لن يوقف الحرب وسيقاتل حتى النصر، وإن أمام حركة حماس خيارين إما الاستسلام أو الموت.
كما قال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إنه لا توجد نية لوقف الحرب وستستمر لأي وقت تتطلبه.
وأضاف أن مصير قادة حركة حماس الذين يرفضون إطلاق سراح المسنين والنساء والأطفال هو الموت، على حد قوله.
وفيما تستبسل حركة المقاومة الإسلامية حماس في التصدي لتوغل الاحتلال وتكبده خسائر عظيمة، نقلت شبكة “سي إن إن” عن تحليلات استخباراتية أميركية أن مصداقية الحركة ونفوذها تناميا بشكل كبير منذ هجوم السابع من تشرين الأول (عملية طوفان الأقصى).
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين أن حماس نجحت بوضع نفسها في أجزاء بالعالم العربي والإسلامي كمدافعة عن القضية الفلسطينية، وأضاف المسؤولون أنهم يراقبون مؤشرات رئيسية تشير إلى تزايد الدعم لحماس بالأراضي الفلسطينية وأماكن أخرى.
وفي مؤشر على تزايد الانقسامات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب الاخفاقات الكبيرة ميدانيا وسياسيا قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن فكرة تقليص العمليات في قطاع غزة تعكس فشل مجلس الحرب في إدارة المعركة، وإنه يجب حل مجلس الحرب فورا، وإن الوقت قد حان لإعادة السلطة إلى الحكومة الموسعة.
وفي نيويورك حيث تعمل الولايات المتحدة على منع مجلس الأمن الدولي من التصويت على مشروع قرار إماراتي لتوسيع إدخال المساعدات إلى غزة، قالت واشنطن أمس أنها تواصل العمل على قرار في مجلس الأمن بشأن الحرب في غزة، بعد إرجاء متكرر لتصويت على مشروع في هذا الشأن في ظل اعتراضات إسرائيلية على النصّ المقترح.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: “ما زلنا نعمل بنشاط مع شركائنا في الأمم المتحدة بشأن القرار واللغة المعتمدة”.
ميدانيا أكد أبو عبيدة المتحدث العسكري باسم كتائب عز الدين القسام أن على إسرائيل وقف عدوانها وتحقيق مطالب المقاومة الفلسطينية للإفراج عن أسراها في غزة.
وذكر أبو عبيدة في كلمة مسجلة حصلت عليها قناة الجزيرة أن إسرائيل إذا أرادت أسراها أحياء، فليس أمامها خيار سوى وقف العدوان، مؤكدا أن “استمرار العدوان لا يسمح بإطلاق سراح الأسرى”.
وأشار في كلمته القصيرة إلى أن هدف الاحتلال بالقضاء على المقاومة محكوم عليه بالفشل، موضحا أن “العدو التائه المأزوم لم يتعلم من تجارب التاريخ، ولا يزال يكرر حماقاته وأخطاءه التاريخية لأنه منفصل عن واقع شعبنا وجاهل بحضارته”.
وتطرق أبو عبيدة لعمليات كتائب القسام خلال الأسبوع الأخير حيث نفذت أكثر من 15 عملية قنص ناجحة، كما بلغ عدد آليات الاحتلال التي استهدفتها منذ بدء العدوان البري 720 آلية.
وأشار إلى أن مقاتلي القسام يستهدفون “العدو بكافة محاور التوغل الصهيوني”، وأنهم “يستمرون في تدمير آلياته وإيقاع جنوده في شراك وكمائن قاتلة”.
وأمس أعلنت كتائب “القسّام”، القضاء على 19 جندياً بعد الاشتباك مع قوة إسرائيلية بالرشاشات الثقيلة في منطقة التوام شمال مدينة غزة.
من جهتها نقلت صحيفة “هآرتس” عن الجيش الإسرائيلي قوله إن 40 من جنوده أصيبوا في معارك غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم 8 في حالة خطيرة.
إلى ذلك شرت “كتائب القسام” شريط فيديو لثلاثة أسرى إسرائيليين يظهرون فيه مبتسمين وهم يحملون ورقة بيضاء كُتبت عليها أسماؤهم باللغات العربية والعبرية والإنكليزية.
وقالت الذراع العسكرية لحركة حماس إن هؤلاء الأسرى الثلاثة لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وشددت في الشريط “رغم حرصنا على الحفاظ على حياتهم، لا يزال نتنياهو يصرُّ على قتلهم”.
من جهة أخرى أعلن الجيش الإسرائيلي أمس تدمير ما سمّاها “شبكة الأنفاق الاستراتيجية بمربع المسؤولين لحماس” بقطاع غزة.
وأضاف الناطق باسمه أفخاي أدرعي عبر حسابه في منصة “أكس” أن مربع المسؤولين التابع للحركة في مدينة غزة يضم شبكة أنفاق متشعبة.
وتابع أن شبكة الأنفاق تربط بين شقق اختباء ومكاتب قيادية وشقق لكبار قادة الجناح العسكري والسياسي لحماس، وفق زعمه.
وفي وقت لاحق قال الجيش الإسرائيلي إنه أحكم السيطرة على حي الشجاعية بمدينة غزة، وقضى على قدرات «حماس» في الحي.
على صعيد إنساني أفادت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة، في تقرير نُشر أمس بأنّ جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون أزمة جوع وخطر مجاعة يتزايدان يوماً بعد يوم.
وذكر التقرير الصادر عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، اليوم الخميس، أنّ نسبة الأسر المتأثّرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في قطاع غزة هي النسبة الكبرى المسجّلة على الإطلاق على مستوى العالم.
وفي حين تنقل شاحنات مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة تشمل أغذية ومياهاً وأدوية، من خلال معبر رفح الحدودي مع مصر، فإنّ الأمم المتحدة تؤكد أنّ ذلك غير كافٍ، موضحة أنّ كميّة الأغذية التي تصل إلى سكان غزة تساوي 10 في المائة فقط من تلك التي يحتاجون إليها، علماً أنّ هؤلاء نزحوا بمعظمهم.
وبيّن التقرير أنّ أكثر من نصف مليون من سكان غزة يعانون من الجوع، على خلفية عدم إدخال مواد غذائية كافية إلى القطاع منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من 10 أسابيع.
المصدر :اللواء اللبنانية