الديمقراطية علاج النظام العربي الرسمي من تخاذله وارتهانه. الدكتور غالب الفريجات
الدكتور غالب الفريجات

الديمقراطية علاج النظام العربي الرسمي من تخاذله وارتهانه.
الدكتور غالب الفريجات
كلنا يملك القدرة على تشخيص واقع النظام العربي الرسمي المتسم بالذل والخنوع، وبشكل خاص في معركتنا مع الكيان الصهيوني، المعركة المصيرية لوجود اي نظام عربي رسمي، وذلك بسبب ان هذا النظام فاقد لأهلية الوجود، لغياب القاعدة الشعبية التي تعتبر الحاضنة الشعبية لاستمراية اي نظام في السلطة بشكل مستقل الى جانب عجزه تحقيق التنمية، والامن الوطني، وهو ما حصل لبعض أطراف النظام العربي الذين خسروا معركة المواجهة مع العدو في العام ١٩٦٧.
ما ألمشكلة أمام أطراف النظام العربي الرسمي، والتي تجدها بعيدة كل البعد عن تمثيلها للشعوب التي تحكمها، فهي في واد والجماهير في واد آخر، وهي تخسر كل معاركها السياسية والاقتصادية والأمنية، وما يضطرها للارتهان للاجنبي في الحالتين التنموية والأمنية، هذا الارتهان الذي يجعلها تبيع كل مقدرات الوطن من أجل الحفاظ على كرسي السلطة ، حتى ان لديها بيع الوطن ورهن المواطنين لأكثر اعداء الوطن والأمة.
يبدو أن النظام العربي الرسمي غير قابل للتعلم من اخطائه التي سبقت في مواجهته مع العدو الصهيوني، ٤٨، ٦٧، وحتى ٧٣، وفي الوقت ذلك انها لم يشعر بالحد الادنى من الكرامة أمام غطرسة العدو من جهة، وامام ما فقده من تراب الوطن، وعجزه عن استعادة هذه الأراضي من جهة أخرى، فالنظام الذي يفشل في حماية تراب الوطن حري به أن يحمل عصاه ويرحل، ولكن نظامنا العربي الرسمي بقى متشبثا بالسلطة، وزاد تفاقمه في استغلالها بالاتجاهات اللاوطنية، وزاد من ارتهانه للعدو الصهيوني الذي باتت له اليد الطولي في تحديد مساراته بما يخدم أهداف العدو ، حتى باتت أطراف هذا النظام أنظمة وظيفية لخدمة اعداء الوطن واعداء الأمة، وزاد من خطورته انه متآمر على اي طرف عربي يريد الانعتاق من دائرة النفوذ الصهيوني والأمريكي وينهج سياسة وطنية مستقلة حدث ذلك في تآمره على العراق، وما يجري اليوم ضد المقاومة في قطاع غزة.
مشكلة النظام العربي الرسمي هو تغييبه للديمقراطية التي تشكل الحاضنة الشعبية له، وتعمل على تقوية موقفه أمام العدو الأمريكي الصهيوني، وهي الحاضنة له في كل مساراته التنموية والأمنية، وهما مقتل كل طرف من أطراف هذا النظام في حال غيابها، وجعله هشا لا بل عميلا حد الخيانة الوطنية، فما من نظام تكون مرجعته الشعب وخسر معاركه الوطنية، فالجماهير قادرة على أن توفر له الملاذ الآمن على عكس استفراده بالسلطة التي تعد مقتله، وسقوطه أمام اي مواجهة داخلية او خارجية، وخير دليل أمامنا اليوم بعد الاستعداد الرائع للمقاومة هي الحاضنة الشعبية لابناء قطاع غزة، والتي تعتبر جزءا من مهمات الاستعداد للمواجهة تمثلا بقول الله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم، فصمود الجماهير جانب من هذا الاستعداد في المعركة.
في الديمقراطية تعني حشد طاقات الشعب، واستثمار كل ما لديه من قوة مادية ومعنوية، وفي الديمقراطية تتيح لكل أبناء الشعب كل من موقعه ان يساهم في معارك الوطن التنموية والأمنية، بعكس ما يجري في بلادنا العربية التي تقدم الولاء الكاذب على الانتماء، هذا الولاء للسلطة بسبب المصلحة، اي الولاء للمصلحة في حين أن الانتماء للوطن، ففيه كل مواطن جندي للدفاع وعامل للبناء، ولاننا نفقد ذلك فكل معاركنا خاسرة، وانظمتنا مرتهنه للعدو، فليكن نضال جماهيرنا في كل دنيا العروبة تحقيق الديمقراطية، نحمي وطننا ونحقق تنميتنا، ونصل الى تحقيق ما تصبو اليه أمتنا من وحدة شعبية من الخليج العربي الى المحيط الأطلسي، ولن تكون لنا قائمة إلا بالديمقراطية والحرية، واشاعة العدالة الاجتماعية التي تحترم حقوق الإنسان على أرضه.