
من تراث اللجوء السياسي عند العرب
بقلم علي رهيف الربيعي
أن حق اللجوء السياسي فضيلة عربية جاهلية. قبل أن تكون قيمة إسلامية. فقد كان ذوي النفوذ العربي يجيرون من شاءوا فلا يتعرض لهم احد. وقد اجار ابو طالب ابن أخيه الرسول صلى الله عليه وسلم، واجار نفر من أصحابه بعض سادة قريش . واستجار عدد من المسلمين بملك الحبشة، وكان قبول قبائل الأوس والخزرج اجارة النبي واصحابه اساسا لهجرته وإقامة دولة الإسلام. وقبل ذلك روي عن كليب شيخ ربيعة انه كان يجير الطير في السماء والنبات في الوادي فلا يتعرض لشيء منه احد. ( كان من رواد حماية البيئة).
ويمكن ان نقول ببساطة انه لولا هذه الفضيلة في نفوس العرب لما قامت للإسلام قائمة في أرضهم.
وانا اقرا قبل أيام ان وزراء عربا اجتمعوا وقرروا الضغط على الدول الاوروبية ليس كما تخيلت لتحسين معاملة ملايين العرب الذين فروا من الفقر والظلم في بلادهم فتلقفتهم ارصفة أوربا واحياؤها الفقيرة وأعمالها الحقيرة وهجماتها العنصرية. كلا، بل أرادوا ان يطلبوا هذه الدول بحجب حق اللجوء السياسي عن المعارضين الفارين بانفسهم واعراضهم من عسف الحكام، وهو حق كفلته ليس دساتير الدول الغربية فقط، بل المواثيق الدولية التي وقعت عليها دولنا نفسها، وإن كانت لا تلقي لها بالا كما لا تلقي بالا لدساتيرها المزعومة ولا لمواثيق حقوق الإنسان التي وقعت عليها.
وعليه ساحتفظ بنصائحي لنفسي ونكتفي بالشكوى الى الله من زعماء عاملونا معاملة القطة التي دخلت المرأة النار بسببها، حيث ربطتها فلم تطعمها ولم تطلقها لتتركها تأكل من خشاش الأرضيه فهؤلاء الزعماء لم يوفروا لنا الكرامة في بلادنا وحين التمسناها في بلاد المهجر لحقونا ليحرمونا منها وهل هناك بلاء أعظم من هذا؟