اليوم سقطت الديمقراطية والعدالة الانسانية في عقر دارها بقلم مروان سلطان. فلسطين
بقلم مروان سلطان. فلسطين

اليوم سقطت الديمقراطية والعدالة الانسانية في عقر دارها
بقلم مروان سلطان. فلسطين
1.5.2024
عندما يقمع المتظاهرين والمحتجين الطلاب الجامعين الامريكان في الجامعات الامريكية، ويقوم مجلس النواب الامريكي بتهديد لمحكمة العدل الدولية لوقف اية بلاغات او عدم اصدار بلاغات التوقيف للقادة الاسرائيلين المتهمين في ارتكاب مذابح وفظائع وجرائم حرب في غزة، في بلاد تعرف تفسها بانها قيادة العالم في نشر الديمقراطية والعدالة الانسانية لاي سبب كان دون استيعاب هؤلاء الطلبة وامتصاص غضبهم فلا يوجد لذلك الا تفسير واحد هو سقوط شعار العدالة ، وحقوق الانسان التي طالما تشدقت بها اهم رموز العدالة والانسانية والعدالة في العالم وهي الولايات المتحدة 🇺🇸 واوروبا .
معظم موجات الهجرة الى امريكا واوروبا حدثت من اجل البحث عن خيار الاستقرار والامن والسلام الذي يبحث عنه الافراد والجماعات التي ما نزحت وهاجرت هاربة من الشعور بعدم الامن والديمقراطية في بلادهم. فكانت اوروبا وامريكا هدفهم للاستقرار في بلاد الغربة والبحث عن وطن بديل ، يعوضهم هدف الهجرة عن الغربة والبعد عن الاهل والوطن.
عندما تقمع هذه الاحتجاجات في سبيل وصول الاحزاب الامريكية الى سدة الحكم من خلال رضى اللوبي الصهيوني، والايباك، ودولة اسرائيل فلا نجد الا تفسيرا واحدا هو سقوط النظام العالمي الذي طالما تشدق بالديمقراطية ودعم حقوق الانسان. ولكن يبدو ان الاحزاب الامريكية لا يهمها الحفاظ على القيم الديمقراطية والانسانية في طريقها الى البيت الابيض انما تراه من خلال رضى اللوبي الصهيوني. بل ان الحزب الجمهوري اليوم صرح ان طلبة الجامعات الامريكية المحتجين اقاموا مخيمات غزة مصغرة في حرم الجامعات الامريكية ، وان هؤلاء المحتجين يتبعون للخارج. منطق طالما نسمعه في دول العالم الثالث من كيل الاتهامات للمحتجين والمتظاهرين. وعندما يصل تهديد الكونجرس الامريكي الى محكمة الجنايات الدولية في منع اصدار مذاكرات التوقيف لقادة اسرائيلين فهذا هو السقوط المدوي للقيم الانسانية والعدالة.
لقد دافع الطلبة في الجامعات الامريكية عن القيم الانسانية التي تعلموها في مدارسهم وجامعاتهم وبيوتهم والتي تنتهك اليوم في غزة من قبل العدوان والاحتلال الاسرائيلي على غزة، وسقوط الاف الضحايا في حرب من طرف واحد يمتلك اعتى انواع الاسلحة والذخائر الذكية وغير الذكية ، الحديثة والتي تستعمل باغراض تجربتها على المدنيين الفلسطينين. كانت مطالب الطلبة ان تقوم الجامعات الامريكية في سحب الجامعات الامريكية لاستثماراتها في الشركات الامريكية التي تتعامل مع دولة الاحتلال ، واحتجاجا على المذابح التي تقوم بها دولة الاحتلال في قطاع غزة، اضافة عن عدم رضا الطلبة بالشراكة القائمة بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال، في اعتبار ان الولايات المتحدة شريكة في جرائم ضد الانسانية وهذا ما يرفضه طلبة الجامعات الامريكية باعتبار ان هذه القيم التي تغنوا وتربوا عليها وانهم حماتها قد سقطت، وانهم يعيشون اليوم الوهم حول دور هذه الدول في حماية الديمقراطية والانسانية.
ليس لاي من هذه الدول اليوم التي تتصدى للمحتجين في دول العالم الثالث واخرى ان تقوم باعتراض والتحفظ او الاستهجان عندما تقمع الاحتجاجات في تلك الدول التي طبعا تحركها مصالح دول اخرى للانقلاب على دولهم تحت حجج القيم الانسانية والعدالة. يجب ان يسود الخجل ما قاموا به واسقطوا قيم العدل والانسانية التي طالما ارادوا ان ينشروا مبادئها لدول العالم الثالث، فاذا نحن متقدمون خطوات عليهم.