
الافارقة في أوربا
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ
قبل عقود من الزمن، لنقل قبل 50 عاماً، كنا نادراً ما نجد أفريقياً مقيماً أو سائحاً متجولا في أوربا، سيما كلما اتجهت شرقاً تتضاعف ندرة أن تجد أفريقياً في دول شرق أوربا ابتداء من سويسرا وألمانيا والبلدان الاسكندنافية، إللهم الطلاب الأفارقة الذين كانوا يدرسون في الجامعات الاشتراكية، واقل منهم في الجامعات الغربية. وكان وجودهم البسيط يقتصر على الدول الاستعمارية القديمة : فرنسا، بريطانيا، بلجيكا، هولندة والبرتعال، وبأعداد غير تلك التي نجدها اليوم. من أحفاد وأنسال العبيد الذين جاءت بهم الموجات الاستعمارية، واستقروا في فرنسا وبريطانيا، وبأعداد أقل في هولندة وبلجيكا والبرتغال.
الأفريقيون يتواجدون اليوم بأعداد كبيرة كمواطنين في معظم دول غرب أوربا، وربما حتى في شرقها، وبتنا نتعرف عليهم ونصادفهم حيثما نذهب، حتى بتنا نعرف خصائص شخصيتهم اللطيفة ونستأنس لوجودهم. ومن المثير رؤية الشابة، أو الشاب الأفريقي متمسكا بطبيعته المميزة، بثيابه، وطعامه، وتصرفاته العفوية وهنا روعتها أنه مليئة باللفتات الإنسانية الراقية خلافا لما قد يعتقده البعض.
الافريقي بثقة بالغة بالنفس يتمسك بثيابه المزركشة الجميلة، واليوم انتشرت بعض المحلات المتخصص بالثياب واللوازم الأفريقية للرجل والسيدات. والأفريقي نظيف الثياب، بالغ التهذيب، يميل لمساعدة الناس، لم أشاهد يوماً أفريقي يعتدي على أوربي أبيض رغم أن جلودهم سلخت على أيدي المستعمرين (الأوربيين) وبلدانهم استعمرت، وثرواتهم نهبت.
وفي أميركا يطلق الشرطي الرصاص الحي وعلى نقاط قاتلة (الرأس أو الصدر) لأقل حركة سيعتبرها حركة مشبوهة. ويقتل رجال الشرطة أعداد كبيرة منهم سنوياً. ويعتقلون لأقل شبهة ويحالون للمحاكم التي تحكم عليهم بسرعة وكأن قرار الحكم جاهز قبل المحاكمة، والسجون الأمريكية وهي كثيرة جداً، تضم غالبية كبيرة من الملونين، واللاتينيين، حتى يقال أن نادرا ما يفلت ملون من الاعتقال أو السجن، أو زيارة توقيفات البوليس، ومن يطالع هذه الاحصائيات والأرقام سيصاب بصدمة، ويعلم أي حياة يعيشها نحو 13% من الشعب الأمريكي، هذا المجتمع الذي يقيم الانسان حسب لون جلده …!
التميز العنصري واحدة من الملفات الكبيرة في النظم الغربية، وملف ساخن بالقضايا اليومية، والمستقبل يشي بالكثير …. كواحدة من التحديات التي تواجه النظم الغربية.