فلسطينثقافة وفنون

جون كينيدي يهذي أحيانًا ليسري الغول .. بريق الأفكار. قراءة ناهض البرغوثي

 قراءة ناهض البرغوثي

جون كينيدي يهذي أحيانا

تأليف يسري الغول (تأليف)

 قراءة ناهض البرغوثي

يتمثل السر العجيب ليس في بريق الكلمات، بل يكمن في مدلولها، وعمق مراميها، وغزارة معانيها، وسموّ فكرتها . إن يسري الغول في مجموعته القصصية “جون كنيدي يهذي أحيانًا”، الذي يبدأها قائلًا: «كل ما في الأمر أنني وجدت القبر مفتوحًا على مصراعيه ؛فهربت».

‐——

استحضر الغول الموت برؤية أدبية مجردة وخلّاقة، منقطعة النظير، وبعيدة عن النمطية الكلاسيكية دون المسّ ببنية البناء الروائي. ثم كوّن فكرته واستشعرها بطريقته الخاصة ومن منظوره الثاقب، وسبر غور شخصيات معروفة للعيان. صاغ الفناء بعبقرية مطلقة، وحاور هذه الأرواح بذكاء فذّ وخارق. هذا الكاتب يعيش في كوكبه الخاص، يحلق في رحاب عوالم أخرى. إن قلت إنه مصاب بمس من جنون العبقرية الأدبية فلا أنصفه، وإن أطلقت على مجموعته هذه أنها شيطنة أدبية قد لا أُفيها حقها. في مجموعته القصصية سرد متماسك مترابط غير منفصل بالمطلق، يتصل كاتصال الجسد بالروح. إذا قرأتها فما تلبث أن تعود إليها مرة أخرى لما فيها من بديع السحر وألق الأحدوثة. هذه المجموعة هي كرحلة إلى جزيرة نائية، تعيش فيها أجمل أنواع الطيور، وتمتاز بأشجارها الخضراء الوارفة، ومياهها العذبة، وغزلانها الجميلة متناسقة القوام ذات الجمال الأخاذ الذي يفتن الروح، فعندما تغادر هذه الجزيرة فما تلبث إلا أن يجرفك الشوق إليها جرفًا لما تتركه من أثر باهر مقيم في النفس. هكذا هذه المجموعة القصصية فيها من التألق والابتكار ما فيها . وعلى الرغم من أنها تتمحور حول الموت، إلا أن القارئ لا يشعر برهبته وهالته المرعبة بسبب ذكاء الكاتب وعنف صياغته. فقد وضع بصمته الشخصية وخطّ توقيعه عليها بكل يقين، فقدم لنا عملًا أدبيًا ثريًا بطريقة جديدة، غريبة، عجيبة، وممتعة، فيها من النبوغ والبراعة ما يفوق الوصف. فإذا أطلقت على الغول أنه قاص وروائي، فهذا لا يليق به. ولكن، لكي أكون موضوعيًا ولكي أنصفه بدون مغالاة أو محاباة أو تزلف، فبكل يقين أقول إنه دستويفسكي الشرق بلا منازع.

نبذة عن الرواية

جاءت المجموعة في عشرين قصة بأسلوب غرائبي فنطازي، من خلال استدعاء أحداث ومواقف وقعت بعد موت الأبطال داخل مقهى يطل على نهر بجوار تفاحة آدم المفترضة، ومعظم تلك الشخصيات هي شخصيات بارزة عالمياً في السياسة والأدب والفكر مثل جون كينيدي وبابلو نيرودا وسلفادور إلينيدي وفق رؤية ورایین و یاسر عرفات وتشي غيفارا وغيرهم، إذ يعمد الغول إلى إعادة صناعة الأحداث التارية من القول أو كما يجب. يسري الغول من مواليد مدينة غزة 1980، حاصل على ماجستير دراسات الشرق الأوسط، وخريج برنامج تحالف الحضارات. قام بتأسيس عدة مبادرات ثقافية فاعلة، صدر له العديد من الأعمال القصصية والروائية مثل مشائق العثمة ونساء الدانتيل والموتى يبعثون في غزة وخمسون ليلة وليلى وغيرهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب