شغف
شغف
سعد سرحان
شاعر مغربي
(عرش)
الأرض عاهلةٌ
لها وصيفاتٌ
في السّماء.
(الأرض)
من اليابسة تُخاض الحروب حول الأرض
من البِحار تخاض الحروب حول الأرض
من السّماء تخاض الحروب حول الأرض
على الأرض تُراق الدّماء
على الأرض ينعق الخراب
فهل على الأرض
هذه الأرض
ما يستحقُّ الممات؟
(إيمان)
الغرس والحرث من أعلى درجات الإيمان، فتوجيه المعاول وسكك المحاريث نحو الأرض، حيث الجذور والدّيدان، أعمق من رفع الأكفّ نحو السّماء، حيث الكواكب والنجوم، إذ أنّ الله في تلك لا يَقِلُّ عنه جلالا في هذه.
(شغف)
يعود شغفي بالتّراب إلى سطح بيتنا القديم، ففي واحد من أُصُصه الكثيرة دفنت نواةَ مشمشٍ حيَّةً، وتعهَّدتها بالماء، وما إن اندلعت خضراء كمعجزة، حتى حملتها إلى بيت جدّتي هناك، خلف الجبل، ثم غرستها وسط حوشه، أسفل الحجر الذي تتوضَّأُ عليه.
جدّتي كفلت شغفي ذاك حتى صار إيماناً راسخاً بالأرض، فقد أباحت لي حاكورتَها والبئرَ، أتعفَّر بهما في أثناء شعائري التي من نعناعٍ ويقطينْ ولوزٍ وتينْ…ولا أغسل أطرافي إلَّا بعد أن أطمئن إلى وعد التّراب الذي لم يخلف لي وعداً.
سنواتٍ وأنا أحجّ، كل عطلة، إلى هناك، أتفقّد ما غرست يداي وأطفح نشوةً: فقد صار لي نسلٌ من شجر، ففضلٌ على الهواء.
أما الحاكورة تلكَ فقد صارت الآن أوراقاَ، ولعلّ بعضَ أقلامي من بعض أغصانها. وأما البئر فمِنِّي جزاءً بما كنت أَنْفُلُ للجذور.
(حنين)
اُنْفُلوا الأنفاسَ
لهذا الحطبْ
عَلَّهُ يتذكّر الحفيفَ
فيخضرُّ
منه
اللّهبْ.
(جزاء)
النبات يُثري الهواءَ
والحيوان يُفقره
لهذا
حظيَ الأول بالعطر
ومُنيَ الثاني بالرائحة.
شاعر مغربي