مقالات

ماذا يريد الشعب العربي من التيار العربي الوحدوي ؟ بقلم أ.د-عزالدين حسن الدياب-أستاذ جامعي -سوريا-

بقلم أ.د-عزالدين حسن الدياب-أستاذ جامعي -سوريا-

ماذا يريد الشعب العربي من التيار العربي الوحدوي ؟
بقلم أ.د-عزالدين حسن الدياب-أستاذ جامعي -سوريا-
 
ماذا يريد الشعب العربي من التيار العربي الوحدوي ؟

سؤال حال الأمة العربية الراهن،وسؤال السؤال على ضوء مايجري في الوطن العربي،من انكسارات ونكسات وهزائم،يرى فيها الشعب العربي تهديداً وجودياً لأمّته،ويرى بحسه القومي وعفويته الشعبية إنّ الصهيونية العالميةبدأت تسرح وتمرح بين الأنظمة العربية،على هواها ودولتها القوية تشهر أقلامها الواحد بعد الآخر لرسم خرائط تقسيمية تجزيئية للوطن العربي،في أعقاب الفوضى الخلاقة،التي أطلقتها المسخ الصهيوني”كونديليزا رايز،في أعقاب العدة لبناء عراق جديد،تتربع على قمة الحكم فيه،من أتت بهم الدبابات الأمريكية،لينشروا الطائفية،والفساد المالي والأخلاقي والسياسي.وإطلاق ماسموه بخارطة الربيع العربي الذي أعّادت فيه ببراعة،خلط الأوراق،ودخول الحابل بالنابل،ثم خارطة”الإبراهيمية “لتكون فاتحة لدول الخليج للتسابق للاعتراف بالكيان الصهيوني،والتسليم بوجوه،كأمر واقع.وجاء طوفان الأقصى ليوقف مسيرة كوندليزا،وقلب الطاولة

ومحاولة فك جُبُلّة خلط الأوراق،وإظهار المسميات بأسمائها، وكان الصراع المسلّح بين المقاومة الفلسطينيةً،والكيان الصهيوني،الذي مثّل طليعة الحركة الصهيونية،في بناء الدولة الصهيونية الممتدة من النيل إلى الفرات،بوصفه قاعدة مركزية لمصارعة الأمة العربية على الدور الحضاري،الذي أخذت من الرسالة الخالدة،مهمة حضارية ثقافية لها.
وحورب طوفان الأقصى صهيونياً بقيادة وكر الدولة القوية،في كل من البيت الأبيض،ومجلس الشيوخ والنواب،والأقطار العربية المطبعة،مع الكيان الصهيوني،أو قل الأنظمة العربيةالتي كوّنتها الصهيونية،على هواها،ووفق مشروعها المتمثل بدولة صهيونية ممتدة من النيل،إلى الفرات،.
هذا الحال للأمة العربية،وخاصة من وجهة نظر قومية،تحييد الحركات والأحزاب والمنظمات المدنية والنقابات عن مهمتها القومية بمناصرة الشعب الفلسطيني،في معركته مع الكيان الصهيوني،التي كانت أرضه الضفة الغربية وغزّة مسرحها.وكان هذه الحال بكل ملابساته،وخرائطه وقواه المعادية للمستقبل العربي،ورسالة الأمة العربية في معركة مصيرها،يشكل تحدياً يضاف إلى جملة التحديات التي تواجهها الأمة العربية.
ولاشك أن تعاظم التحديات التي تواجهها الأمة العرببة في أعقاب فقدانها لسندها القومي المتمثل في العراق أرضا وشعبا ونظاما سياسيا عرف بوعيه القومي المتقدم،وبوطنية ترى في انتمائها للعروبة هويتهاوتاريخها،وانتسابه بكل مايملك من قوة مستقبلية تحسب نفسها للمستقبل العربي المنشود.
نقول إن تعاظم التحديات وترا كمها بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخها،والحقب التي مرت بها تتطلب أن يعد البعث برنامجا أو خطة استراتيجية تتضمن الكيفية التي تواجه بها الأمة تمزقها،ويتصدى التيار القومي لانكفائه عن الجماهير العربية ،وتراجعه عن المواقع التي كان يحتلها ويساكنها نضاله،وأن يعيد الصلة الحيوية والعضوية مع القوى العربية الشعبية،وأن يعيد المواقع التي فقدها في معركة المصير العربي.
وهذا من شأنه أن يعمل التيار القومي على بناء وحدته وجبهته الشعبية بناء على إعادة استلهامه معاني المعارك التي خاضتها الأمة العربية في معاركها مع العدوانية الغربية،واستلهامه أيضا إرادة الحياة العربية،التي نرى صورتها الآن،في المعركة الدائرة في كل من غزة ولبنان.
لكن كل ذلك لن يتم للتيار العربي الوحدوي إلا إذا تجاوز خلافاته،وصغى لدروس التاريخ التي تعلمه أن وحدة النضال العربي لاتبنى في الفراغ ، وإنما تبنى على أرضية جبهة قومية ترى في حدود القطر العربي الواحد حدود الوطن العربي كله وأن النضال الوطني لابد أن يبدأ من أن هذا النضال لايمكن أن ينجح وينتصر في مهامه القومية إلا إذا بني وشيد على أساس أن معركة القطر العربي هي معركة الوطن العربي كله.أي أن يجد الشعب العربي في المعارك الوطنية صورة حقيقية لتطلعاته وحاجاته.
ولاشك أيضا أن وحدة فصائل التيار القومي ستجابه من قبل العدوانية الغربية بكل الأسلحة الحربية والفكرية والسياسية، وهذه العدوانية مقدور عليها بقوًة التلاحم المصيري بين هذه الفصائل،وبقوة استلهامها للانتصارات الساكنة عل دروب النضال ومعركة المصير العربى،وان الجبهة العربيةالمطلوبة لابد أن تكون من صنع الأمة العربية.وبإرادة شعبية مدنية،ترى في العدوان الصهيوني،الخطر الذي يهدد الشعب العربي في
وجوده وهويته وثقافته العربية الإنسانية.
ولابدً لفصائل التيار العربي الوحدوي أن تكون شديدةالانتباه لقوى التزوير التي ستركب موج الجبهة العربية من بداية الشروع في بنائها من قبل القوى التاريخية العربية.
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب