جباليا
بقلم الشاعر علي البتيري
أسطورةُ الجهاد أنتِ والمقاومة
وقد رسمت للنصر البعيد عن عيوننا معالمه
جباليا
يا بقعةً صغيرةً
يا من على حدود صمتنا وصبرنا أميرة
يا وردة حمراء قد تفتحت
وأرسلت لنا أريجها الممتدِّ
في فضائنا المسود..
ما بين إفريقيا وآسيا
جباليا
يا حرةً غزِّيَّةً برفضها وكبريائها
تفوقت على البلدان
وبالكفاح والجراح والرجالِ في أنفاقها
قد صدّت العدوان
كم مرةً خرجت من ضراوة الحصار
ومن وحشية الدمار..
وقمت يا أصيلة البلاد والجهاد
كالليث تزأرين..
ورحت من مسافة الصفر التي عرفتها
تقاتلينَ تقتلين..
كم مرةً كذَّبتِ حلم القاتلين
وبات قلبك الصبور
في استشرافه البعيدِ
لا يحتاج للمفسرين
جباليا
والله يا عزيزةً الفؤاد
يا من وضعت تاج عزةٍ على جباهنا
إنّا على يقين
من نصرك المبين
فثابري وصابري
ها أنت مرةً من بعد مرّةٍ
على رؤوس من أتوا مُحاصِرين
ما زلت تقلبين
مواقدَ الغضب
نيابةً عن العرب
وعن جميع المسلمين
على جدار صمتنا ما زلتِ لوحةً
من بعد لوحةٍ مرسومةِ الخطوطِ
من دم الشهيد ترسمين
وكل لوحة للناظرين من ثقوب صمتهم
إلى اللوحات تشرحين
فلتسلمي جباليا
ولتخرجي
منصورة في الحرب يا مرفوعةَ الجبين
وقاتل الطفولة اللعين
لا بد أن نراه مدبراً وشاكياً وباكيا..
لو بعدَ حين …
شاعر القدس