عَـدُوُّ الــجَدِّ /عبدالناصر عليوي العبيدي
عَـدُوُّ الــجَدِّ
—–
عَـدُوُّ الــجَدِّ لا يَـغْدُو صَــدِيقا
يَكُـنُّ بـصَـدْرِهِ حِـقْـدًا عَــتِيـقا
–
كَمَا صُفْرُ العَقَارِبِ فِي الصَّحَارَى
مُـحَـالٌّ ذَيْـلُـهَا يُـعْطِي رَحِيقا
–
كَـمَـا ذِئْــبُ الـفَلَاةِ يَـظَلُّ ذِئْـبًا
إِذَا مَـا يَـرْتَـدِي ثَـوْبًــا أَنِـيـقا
–
مٌـحَـالُّ أَنْ تُـزِيــلَ الـغِـلَّ مِـنْهُ
لَقَدْ سَـكَنَ الـحُشَاشَةَ وَالـعُرُوقا
–
إِذَا نُـفِضَ السُّخَامُ عَـنِ الــمُحَيَّا
فَـفِي الـشِّرْيَانِ قَدْ يَـبْقَى لَصِيقا
–
وَلَـنْ يَـنْسَى هَـزِيمَتَهُ، قَـدِيمًا
حَـرِيٌّ بِالــمُغَفَّلِ أَنْ يَــفِــيقا
–
إِذَا أَبْــدَى الـمَـوَدَّةَ لَـيْـسَ إِلَّا
خِـدَاعٌ فِـيـهِ يَــفْـتَتِحُ الـطَّرِيقا
–
لِـيَقْتَحِمَ الـحُصُونَ بِغَيْرِ حَرْبٍ
وَيُـشْـعِلَ فِـي دَوَاخِلِهَا حَرِيقا
–
يُحَرِّضُ بَـعْضَهُمْ لِـقِتَالِ بَــعْضٍ
فَـرِيـقٌ نَـاقِــمٌ يَـهْجُو فَـرِيـقا
–
تَرَى الإِخْوَانَ قَدْ أَمْسَوْا خُصُومًا
وَقَـدْ صَارَ الـخَبِيثُ لَهُمْ شَقِيقا
–
وَيُـظْهِرُ نَـفْسَهُ مِـنْهُمْ وَفِـيهِمْ
حَرِيـصٌ أَنْ يُعِيدَ لَـهُمْ حُــقُوقا
–
فَـسَارُوا كَالْقَطِيعِ وَرَاءَ جَـحْشٍ
يُـؤَمِّــلُـهُمْ سَـيَمْـنَحُهُمْ عَـلِـيقا
–
إِذَا نَفَرَ الـحِـمَارُ عَـلَيْهِ خَــافُوا
وَهَـاجُــوا كُـلَّـمَا سَمِعُوا نَهِيقا
–
وَحَـوَّلَ أَرْضَهُــمْ مُـسْــتَنْقَعَاتٍ
لِــتَسْمَعَ مِـنْ ضَـفَــادِعِهِ نَــقِيقا
–
لِــكُـلِّ مُـعَلَّقٍ فِــي ذَيْـلِ عِــلْجٍ
كَـتِيسٍ تَــائِــهٍ لَـحِـقَ الـبَرِيقَا
–
سـرَابُ الصَّيْفِ لَا يُرْوِي عِطَاشًا
وَعُـودُ الـقَشِّ لَـمْ يُــنْقِذْ غَـرِيقا
–
حَـيَـاةُ الـذُّلِّ طَــلِّقْهَا ثَــلَاثًــا
بِـلَا أَسَـفٍ وَعِـشْ حُـرًّا طَـلِيقا
——
عبدالناصر عليوي العبيدي