سوريا مستهدفه ضمن المخطط الصهيو أمريكي لإعادة ترسيم المنطقة

سوريا مستهدفه ضمن المخطط الصهيو أمريكي لإعادة ترسيم المنطقة
المحامي علي ابوحبله
بعد ساعات قليلة من خطاب رئيس وزراء ” إسرائيل ” نتني اهو الذي سبق الهدنة، والذي هدّد فيه الرئيس السوري بشار الأسد، خلال كلمته لإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وحذره من دعم ما يعرف بـ«محور المقاومة»، قائلًا: «على الأسد أن يفهم أنه يلعب بالنار»، وهدد إيران، قائلًا إن من أهم أسباب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله هو التفرغ لإيران، مؤكدًا على أن إسرائيل عازمة على فعل كل ما هو مطلوب من أجل منع إيران من الحصول على السلاح النووي.
الخطاب كان بمثابة أمر عمليات للمجموعات الارهابيه المسلحة في الشمال السوري ممثله في هيئة تحرير الشام وقسد وجبهة ألنصره وكتائب ما يسمّى “الجيش الوطني” الذي شكّلته تركيا، حيث قامت هذه المجموعات المدعومة من أمريكا وإسرائيل ودول إقليميه بشن هجوم كبير عند ساعات فجر يوم الأربعاء الأولى، هو الأعنف منذ العام 2020، وذلك على محاور ريف حلب الغربي، مستهدفة قرى “قبنان الجبل” و”الشيخ عقيل” و”بسرطون” و”بالا” و”السلّوم”، ومنطقة “الفوج 47” والنقاط العسكرية القريبة.
تساؤلاتٌ تطرح عن توقيت انطلاق عملية ما وصفتها المُعارضة السورية المسلحة بـ”درع العدوان”، ضد الجيش العربي السوري، ومن هي الجهات التي تقف خلف العودة للتصعيد، بعد اتفاق وقف التصعيد، حيث المشهد في لبنان ذهب نحو اتفاق هدنة مع حزب الله، في الوقت الذي يُعاد فيه إذكاء الصراع في سوريا لهدف تحقيق مصالح إسرائيل في المنطقة وتحقيق أمنها ، خاصة وأن هذا التصعيد هو الأوّل من نوعه منذ مارس/ آذار 2020، عندما اتّفقت روسيا وتركيا التي تدعم فصائل المعارضة، على وقف لإطلاق النار أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمسلحين في شمال غرب سوريا.
وحقيقة القول يطرح التساؤل عن السبب الذي يدفع لإشعال الصراع في سوريا وفي هذا التوقيت وقبيل استلام ترامب لمهامه ، وما هو الدور الذي تضطلع به تركيا الداعم الأول لفصائل المُعارضة، وذلك بعض رفض مُتواصل من الحكومة السورية لدعوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتطبيع، طالما رفض أردوغان سحب قوّاته من شمال سورية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول وجود تحريض تركي يتساوق مع مصالح إسرائيليه يدفع لهذه العملية العسكرية ضد الدولة السورية بهدف تقسيم سوريا
وزارة الدفاع التركية من جهتها أعلنت موقفها الأوّلي من عملية “درع العدوان” السورية، حيث قالت إنها تُراقب التطوّرات “عن كثب” التحرّكات الأخيرة لفصائل المعارضة في شمالي سورية، وأكّدت اتخاذ كافة الإجراءات من أجل ضمان أمن القوّات التركية الموجودة هُناك، ويُوحي تصريح الدفاع التركية هُنا بأن تركيا مُحايدة بشأن هذه العملية، فهل تتصرّف الفصائل المعارضة السورية المسلحة بمُفردها فعلًا، ودون دعم خارجي؟
قناعة الجيش العربي السوري تبدو ذاهبة باتجاه دعم خارجي لهذه العملية حيث علّق قائلاً على هذه الأحداث التي وصفها بالهجوم الكبير، إنه “وفي انتهاك سافر لاتفاق خفض التصعيد وبإيعاز من مشغليها الإقليميين والدوليين، قامت التنظيمات الإرهابية المنضوية تحت ما يسمى “جبهة النصرة الإرهابية” والموجودة في ريفي حلب وإدلب بشن هجوم كبير وعلى جبهة واسعة صباح يوم الأربعاء مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق”.
وأضاف بيان الجيش السوري “تصدّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن وكبدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وتقوم قواتنا بمواجهة التنظيمات الإرهابية بمختلف الوسائط النارية وبالتعاون مع القوات الصديقة وصولاً لإعادة الوضع إلى ما كان عليه”.
فيما أعلنت فصائل المعارضة السورية – بقيادة هيئة تحرير الشام – في شمال غربي البلاد، أمس الأربعاء، بدء عملية عسكرية واسعة ضد قوات الجيش العربي السوري و”المليشيات المُوالية لإيران” في ريف حلب الغربي، وأوضحت هذه الفصائل أن الحملة العسكرية تهدف إلى “توسيع المناطق الآمنة” للمدنيين، ما يضع علامات استفهام حول حقيقة نوايا هذا التوسيع في ظل فشل هذه الفصائل بإسقاط الدولة السورية على مدى سنوات منذ اندلاع المُؤامرة ضد سورية.
لا شك أن إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية ومعهم حلفاء اقليميين ، ليسوا بمعزلٍ عن التصعيد في سورية من خلال فصائل المُعارضة، حيث يأتي التصعيد ضد الجيش العربي السوري بعد التهديد الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال تعليقه على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ووجّه نتنياهو حديثه للرئيس السوري بشار الأسد قائلًا: “الأسد يجب أن يفهم أنه يلعب بالنار”.
كما أضاف أن إسرائيل “تقوم بإجهاض محاولات إيران وحزب الله والجيش السوري لتمرير الأسلحة إلى لبنان”، وبالنظر لتوقيت التصعيد، لا يُمكن استبعاد فرضية وجود أصابع إسرائيلية في تحريك المعارضة السورية ضد حكومة دمشق.
وقبل تهديد نتنياهو نشر الجيش الإسرائيلي عدة اتهامات للدولة السورية “الداعمة للمُقاومة”، صدر آخرها من جانب رئيسة قسم الإعلام العربي، كابتن إيلا، إذ قالت إن الحكومة السورية تُساعد إيران وحزب الله في تهريب الأسلحة نحو لبنان بوسيلتين رئيسيتين:
الوسيلة الأولى بحسب المسئولة الإعلامية في الجيش الإسرائيلي تخزين الأسلحة في مستودعات الجيش السوري، والثانية تقديم التسهيلات عبر المعابر التي تديرها وحدة “الأمن العسكري” التابعة للنظام.
لايمكن فصل حقيقة ما يجري عن سعى المحافظون الجدد الأميركيون إلى تدمير سوريا وإعادة رسم خرائط المشرق العربي لتتماشى مع المصالح الأميركية الصهيونية . وقد نشأت هذه الرغبة في أعقاب الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي، حيث بدأ هؤلاء بتطوير رؤية لما سُمّي بـ “مشروع الشرق الأوسط الكبير”، الذي يستند إلى إضعاف وتفتيت بنية الدول العربية وإعادة ترسيم دول المنطقة وتقسيمها بما يخدم مصالح وأمن الكيان الصهيوني وها ما صرح به علانية رئيس وزراء حكومة إسرائيل نتني اهو من أن حربه على غزه ولبنان هدفها تغيير خريطة الشرق الأوسط .
ومهما يكن من أمر، فان المنطقة مقبله على تطورات وصراع إرادات لن تكون في صالح التحالف الأمريكي الصهيوني وأن التصعيد في سوريا سيكون له ارتدادات على أمن الإقليم في ظل تعدد القوى وأن الحرب الروسية الاوكرانيه والحرب الإسرائيلية على غزه وشمال لبنان وسوريا ستلقى بظلالها على دول المنطقة وأن المشهد السوري سيكون في قلب كل المعادلات لان بلاد الشام هي المفتاح للسيطرة على آسيا ولن تسمح روسيا والصين ومعها إيران للسماح لإسرائيل وأمريكا للسيطرة بوابة أسيا الغربية ولن يكون في صالح تركيا الاصطفاف مع المحور الأمريكي الإسرائيلي خاصة وأن المنطقة حبلى بالمفاجآت مع عودة ترامب للبيت الأبيض الأمريكي