صحيفة إسرائيلية: ما الذي يقلق الأردن بعد تحولات الساحة السورية؟

صحيفة إسرائيلية: ما الذي يقلق الأردن بعد تحولات الساحة السورية؟
الخوف الكبير داخل أروقة الحكم الأردني هو ألا يكون التالي في الدور بعد سوريا، وثمة سبب لهذا الخوف: تضم المملكة 11.5 مليون نسمة – 60 في المئة منهم فلسطينيون، مع 1.3 مليون لاجئ سوري – معظمهم من المعارضين لحكم دمشق، وبعضهم ممن يحظون بملاحقة خفية، مشبوهون كوكلاء للنظام السوري السابق. وهناك أيضاً نحو مليون لاجئ عراقي يخلقون وجع رأس آخر لأجهزة الأمن الأردنية. مبعوثون أمريكيون يطلعون قصر الملك على الأوضاع باستمرار، وذلك في الوقت الذي تسود فيه قطيعة بينه وبين إسرائيل.
يمر بين الأردن وسوريا خط مباشر من الاستياء: سوريا الأسد رفضت بيع أو التبرع بمياه شرب ومنتجات زراعية للأردن. الأسد ورجاله سخروا من الملك وقدموا انطباعات بأن سوريا ستفتح أبوابها لكل خطة إيرانية للسيطرة على الأردن. وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، زار طهران بعد هجوم الصواريخ والمُسيرات الإيرانية التي كانت تستهدف إسرائيل، لكن بعضاً منها سقط في المملكة. الربط بين إيران وسوريا ترك قوات الأمن والاستخبارات الأردنية متحفزة.
معبر الحدود الأردني جابر، القريب من بلدة درعا السورية، مغلق منذ نهاية الأسبوع الماضي. وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، أعلن بأنه سيسمح فقط لعبور الشاحنات والمواطنين الأردنيين الفارين من سوريا، بعد فحوصات متشددة. وتم التوضيح للاجئين السوريين في الأردن بأنهم لن يجتازوا الحدود الآن، وقد احتفلوا بسقوط الأسد برفع أعلام المعارضة في شوارع عمان.
وكالات الاستخبارات الأمريكية تفتح عيونها في المملكة. كما أن الملك ومحافل الاستخبارات والجيش لا يغمضون عيونهم بخاصة على أعضاء الحركة الإسلامية التي يجلس 16 مندوباً منهم في البرلمان الأردني. وثمة تخوف من وجود ارتباط بين الحكم الجديد في دمشق والحركات التمردية في الأردن، الذي لم تنكشف هويته الحقيقية بعد. ثمة عدد تحدثت معهم في الأردن يحذرون من أن نوايا النظام الجديد في سوريا غير واضحة وتستوجب المتابعة. كما أن العلاقة مع تركيا واستعداد أردوغان لم ينكشفا بعد.
في هذه الأثناء، أكراد سوريا على بؤرة الاستهداف، التركية على الأقل. وإيران هي الأخرى في الصورة. بعد أن تنتعش من الضربة التي تعرضت لها مع سقوط الأسد وتجاهل الحكم الجديد في سوريا لها، فلن تتنازل عن محاولة السيطرة على الأردن.
ليس واضحاً حالياً أين يختبئ ماهر الأسد، شقيق الرئيس المعزول وقائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري. التحقيق مع مهربي المخدرات والسلاح من سوريا إلى المملكة، أبان أنه هو المسؤول والرابح الأكبر من تهريب الكبتاغون إلى الأردن، وأجهزة الأمن الأردنية تلاحقه.
سمدار بيري
يديعوت أحرونوت 10/12/2024