تفجيرات تل أبيب قد تكون مفتعلة لتحقيق أهداف إسرائيلية

تفجيرات تل أبيب قد تكون مفتعلة لتحقيق أهداف إسرائيلية
المحامي علي ابوحبله
الانفجارات الذي ضربت ثلاث حافلات في مراب في بات يام جنوبي تل أبيب قد تكون “مفتعلة ومحاولة للتضليل”، في ظل الاحتقان الداخلي الإسرائيلي بعد عودة الأسرى في توابيت والاتهامات للحكومة بخذلانهم ، ويرجح أن تستغل إسرائيل التفجيرات لتعزيز سردينها ومحاولة تحقيق طموحاتها في الضفة الغربية، إلى جانب رغبة تل أبيب في تحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة ونزع سلاح المقاومة.
وبحسب رأي محللين ومتابعين في الشأن الإسرائيلي قد تسرع التفجيرات من إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إقالة رئيس جهاز الشباك رونين بار، بعد نجاح ضغوط الائتلاف اليميني الحاكم في دفع رئيس الأركان هرتسي هال يفي لتقديم استقالته.
واللافت للنظر بحسب الخبراء العسكريين أن العبوات التي تم تفكيكها كتب عليها بالعربية أسماء وكلمات تؤكد أنها ضمن محاولات التضليل للرأي العام الإسرائيلي وهي قطعا لا تستقيم مع المنطق العسكري ولم يستبعد أن تكون الانفجارات مفتعلة ومحاولة للتضليل، في ظل عدم وجود جرحى أو قتلى، من أجل تحقيق أهداف لاحقة، ونستحضر محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن عام 1982 لاتهام الفلسطينيين بهدف اجتياح بيروت وعملية باص أريحا التي استغلت لصالح حملة شامير الانتخابية للكنيست في دورتها الثانية عشر ،وهناك عملية استخفاف واضحة هدفها “تضخيم ممنهج للقدرات الفلسطينية بزعم أنها تهدد وجود الدولة النووية”
ووفقا للبيان الصادر عن الشرطة الإسرائيلية -مساء الخميس- إن انفجارا في 3 حافلات بمنطقة بات يام جنوب تل أبيب، مشيرة إلى أنه “تم زرع 5 عبوات ناسفة جنوبي تل أبيب انفجرت بعضها”، مضيفة أن تفجير الحافلات يشتبه أن يكون على خلفية قومية ، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تحقيقات أولية تظهر أن التفجيرات في الحافلات ناجمة عن وضع عبوات ناسفة، مشيرة إلى إجراء الشرطة عمليات بحث وتمشيط عن مشتبه بهم في وضع عبوات ناسفة بالحافلات.
وكانت صحيفة جيروزاليم بوست نقلت عن الشرطة الإسرائيلية أن “الهجوم يبدو إرهابيا، إذ عثر على 3 عبوات ناسفة في 3 حافلات فارغة”، في حين أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بالعثور على عبوتين ناسفتين لم تنفجرا في موقعين آخرين.
وذكر موقع والا عن مصادر أن العبوات الناسفة التي عُثر عليها جنوبي تل أبيب كان مخططا لها أن تنفجر بشكل متزامن صباح الجمعة، في وقت قالت فيه إذاعة الجيش الإسرائيلي إن التقدير الأمني الحالي يشير إلى أن محاولة الهجوم التفجيري مصدرها الضفة الغربية.
واثر عملية التفجيرات في بات يام ، سادت حالة من الهوس الأمني في ” إسرائيل ” إثر الانفجارات في مواقع مختلفة في مستوطنة «بات يام»، وكان نتيجة ذلك بداية اقتحام وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس ومن ثم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، طولكرم في خطوة ربما تعد الأولى التي يقتحم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي مخيما فلسطينيا.
وتتزامن عملية الاقتحام مع استمرار الاحتلال في شن هجومه على شمال الضفة ولا سيما على طولكرم ومخيميها، وعلى جنين وفي ما يتعلق بتفجير حافلات تل أبيب، أوردت القناة 12 الإسرائيلية، أنه يستدل من التقديرات الأولية أن اتجاه التحقيق يشير إلى محاولة لتنفيذ «عملية قومية»، في إشارة إلى احتمال وقوف المقاومة الفلسطينية وراءها، فيما جرى الإيعاز إلى جميع السائقين في منطقة تل أبيب بتفقد حافلاتهم خشية العثور على قنابل متفجرة جديدة.،كما جرى حظر التجمعات في مستوطنة «بات يام» في أعقاب الانفجارات التي وقعت داخل حافلات في المستوطنة.
وشكلت الانفجارات، حالة هستيريا في صفوف الإسرائيليين بعد ورود بلاغات جديدة عن قنابل في أكثر من مكان قرب «تل أبيب»، بعد انفجار الحافلات في «بات يام» وساد التحريض على الضفة الغربية في وسائل الإعلام العبرية كافة، حيث قال المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال إن الضفة الغربية هي الساحة الرئيسية للاشتباك والمواجهة حاليا،
وحسب مصدر أمني رفيع تحدث لإذاعة الجيش الإسرائيلي فإن خللًا فنيًا منع سلسلة انفجارات دامية، والتحقيقات تشير إلى ضلوع خلية من الضفة الغربية في تنفيذ المحاولة، بدعم من فلسطينيين داخل الخط الأخضر، انتقامًا لاجتياح مخيمي جنين وطولكرم.
وأصدر وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس تعليماته لقوات الجيش بزيادة الضغط ضد المخيمات في الضفة الغربية ردًا على محاولات تنفيذ هجمات في تل أبيب، قائلًا: «سنلاحق الإرهابيين حتى النهاية وندمر البنية التحتية للإرهاب، والذين يؤوون الإرهاب سيدفعون ثمنًا باهظًا» وفي وقت لاحق نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشرطة الإسرائيلية فرضت أمر منع نشر على التحقيق في التفجيرات، وأنه يوجد ثلاثة معتقلين اثنان منهم يحملان الهوية الإسرائيلية.
وحسب الجنرال الإسرائيلي المتقاعد جيورا ايلاند فإن عملية تفجير الحافلات تقف وراءها بنية تحتية واسعة، ويقول في هذا الصدد «هناك من مول وهناك من جهز وهناك من قام بنقل العبوات وحامليها، وهناك من وضعها في الحافلات، على جهاز الشاباك الوصول لهم. قد يكون هناك خلل في توقيت مؤقت التفجير، فأنا أحياناً أوقت الساعة السابعة مساءً بدلاً من السابعة صباحاً، لهذا أحياناً لا استيقظ».
وقال رئيس حزب «الصهيونية الدينية» وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن «الإفراج الجماعي عن المخربين ووقف إطلاق النار يُفسَّران من قبل أعدائنا على أنهما ضعف، ويمنحان دفعة للإرهاب الذي يهدد بالعودة لتفجير الحافلات في مراكز المدن كما في أيام الانتفاضة الثانية ، ووفق كل ذلك كافة الاحتمالات تبقى قائمه بما فيها ” المفتعلة ” لتنفيذ أهداف ومخطط حكومة الائتلاف اليمينية المتطرفة