يوم هزمت القلعة ونحن شهود !!
بقلم اسماعيل ابو البندورة
كان يقال لنا ولأجيالنا المتعاقبة وبإصرار واساليب إعلامية متنوعة طوال الزمن المنصرم الخائب والمتراجع أن قلعة الصهاينة لاتقهر وأن قوتهم اسطورية لايمكن لأمتنا اختراقها وأن بظهرهم حلفاء أشرار أقوياء يرون في الكيان الغاصب مصدًا ومشروعًا استعماريًا مسترسلًا لاجهاض وحدة ونهضة الأمة العربية ..
توجه هذا الخطاب البائس بكل حمولاته وتداعياته وهذاءاته حتى يشعر الأمة بهوانها وقلة حيلتها ويضع أمامها سيناريو وحيد وهو التراجع والاستسلام أمام هذا العدو الأسطوري والتسليم له بالبلد العربي المغتصب والاعتراف بشرعيته الارغامية والقبول بكافة مفردات روايته الأسطورية واختلاقاته المزعومة وتثبيت وجوده اللاشرعي داخل جغرافيتنا وكيانيتنا العربية رغم أنوفنا ولويًا لذراع تاريخنا ووجودنا ..
وكنا على الجهة الثانية نرى وندرك ونعرف أن شعب فلسطين الذي أثبت جبروته واقتداره منذ بداية التسلل والتكون الاستعماري في فلسطين قد عرف أبعاد هذا الاختراق ولم تنطلي عليه كل تلك الخطابات التراجعية اليائسة وبقي ممسكًا بالحق والمعنى التاريخي لوطنه الفلسطيني وتصدى لكل ماخطط له أعداء الداخل والخارج وبدأ نضالًا فريدًا طاول القرن ولم تنكسر له قناة وقاوم باليد والصدر العاري القوة الغاشمة ونازلها طوال هذا الزمن وأبقى جمرات حريته مشتعلة ..
وربما قدر لهذه الأجيال التي كانت المستهدفة بخطاب التراجع والإنهزام أن ترى من خلال طوفان الأقصى وبطولاته الجارية على أشدها أن القلعة النازية ( الجبارة ) قد هزمت وتخلخلت بأيد غزاوية وكشفت الغطاء عن كيان هزيل بدأ يتفكك ويتلاطم ويرتكب إبادات ومجازر ضد شعب فلسطين وضد الإنسانية ووضعت السؤال الفلسطيني على مائدة عقل العالم بأكمله وقدمت للأمة أمثولة وتمرينًا حيًا على الايمان الذي يهزم الجبروت والعين القادرة على مواجهة المخرز والذراع التي تبطل الميركافا ..
إنه الدرس الجديد في حياة الأمة الذي لابد أن يقرأ قراءة تاريخية واعية متمعنة من أجل توليد خطاب نهضوي جديد يدعو لبناء الأمل والقدرة ويلغي خطاب الانهزام والتراجع ..