
ولادة رأس المال الرمزي للأمة في غزة !!
بقلم اسماعيل ابو البندورة
يمكن القول أن رأس المال الرمزي للأمة العربية ينبثق و يتركز الآن في غزة المقاتلة وغزة التي مرغت عنجهية الكيان النازي ووضعته على منصة الجريمة والإبادة والإدانة وكان ذلك وبكل القياسات من غرائب مايشهده الواقع العربي والعالمي ومن أبشع المشاهد التي يجري فيها القتل الجماعي والاستباحة الاجرامية ببث مباشر أمام أنظار العالم ..
حركة تحرير محدودة الامكانات تهزم وتربك جيشًا جرارًا ودولة عاتية مترعة بأدوات القتل والابادة تساندها كل قوى الشر في العالم بمواجهة حركة متسلحة بالايمان ضعيفة الامكانات تمتلك أسلحة بدائية وتقليدية تخرج من تحت الأرض وفوقها كأشباح وتقوم بغارات بطولية شجاعة من نقطة الصفر لم تشهد لها الحروب مثيلا وتكبد العدو خسائر هائلة تفوق التوقع ..
إنه مشهد غرائبي انبثق من واقع عربي ممزق ومتآكل وأنتج في شهور أربعة مالم تستطعه الأمة طوال تاريخها الحديث الذي شهد إذلالات وهزائم متتالية من الدولة العدوانية المارقة وأنشأ في الأمة حالة خنوع غرائبية هي الأخرى بكوارثها ومعطياتها الخائبة ..
الرأس مال الرمزي لدى الشعوب والأمم الحية هو مايتراكم لديها من معاني حضارية وتاريخية وثقافية تؤسس لديها كل اللزوميات المطلوبة لتكوين رصيدها الضروري من القدرات والخيارات للمحافظة على البقاء والاستمرار في التاريخ وهذا مافتحت عليه الأعين معركة طوفان الأقصى ليس بمفرداتها ووقائعها ومنجزاتها السياسية والعسكرية وإنما بمعطياتها ومضمراتها المرتبطة بتكوين مثل هذا الرأسمال الرمزي الذي يمكن الأمة من إنشاء وعي وانطلاق جديد و استمداد العديد من صور المستقبل الممكنة والمتاحة !!
طوفان الأقصى أنشأ هذا الرأسمال الرمزي الحافز ووضعه بالبطولات والتضحيات العظيمة والجارحة أمام عقل الأمة والمطلوب هو اشتقاق الرؤى والصور والمواقف وتعظيم القيمة المعنوية لهذا الرأسمال وتحويله إلى حافز ممكن وواقعي قد يأخذ الأمة إلى مدارج جديدة!!