الصحافه

إسرائيل: لا خيار إزاء “حزب الله” إلا العمل العسكري والدخول براً

إسرائيل: لا خيار إزاء “حزب الله” إلا العمل العسكري والدخول براً

يوسي يهوشع

تجري في الشمال حرب. ليس قتالاً، وليس يوماً من المعارك، بل حرب حقيقية بدأت في جبهة ثانوية لغزة، حسب تعريف الكابنت الأمني وهيئة الأركان العامة ستصبح هذه الجبهة بالتدريج هي الأساس، خصوصاً في ضوء احتمال التدهور القائم هناك.

كانت نهاية الأسبوع شديدة: عشرات إطلاقات الصواريخ، بما فيها صواريخ مضادة للدروع ومُسيرات وصلت بعيداً جداً، حتى عكا. مُسيرة كهذه اعترضت، لكنها شغلت صافرة وأدخلت 50 ألف مواطن إلى المجالات المحصنة. مثلما اتفق، مر هذا أيضاً بهدوء نسبي. يخيل أنها لو كانت موجهة إلى المركز، لكان موقف وسائل الإعلام والمستوى السياسي مختلفاً.

يخوض زعيم حزب الله حسن نصر الله على مدى السنين معركة وعي ضد إسرائيل. وتجري معركة في وسائل الإعلام وبالطبع في خطاباته، التي يحرص في كل منها على تناول منشورات تصل من إسرائيل. في هذه الحرب، طور هذه الطريقة: فهو يختار الأهداف حسب حجم النشر الذي ستتلقاه الإصابات؛ وما هو أفضل من هجوم على مواقع للجيش الإسرائيلي. في بداية الحرب، اختار الإطلاقات نحو قيادة فرقة الجليل التي صورت من لبنان ومن إسرائيل أيضاً، وظهرت بشكل سيئ جداً بالنسبة لنا. وهذا تواصل في الصواريخ المضادة للدروع نحو قاعدة المراقبة الجوية في “ميرون”.

أمس، بعد عدد كبير من المحاولات، أصاب بصواريخ بركان ثقيلة الوزن قاعدة اللواء “جيبور” قرب “كريات شمونة” التي يعرفها كل من خدم في حدود الشمال. فضلاً عن ضربة القاعدة، وقع ضرر أيضاً بسوبرماركت مجاور كان مغلقاً، بل وبالمجمع التجاري “نحمايا”. كما تضررت مركبات، لكن أحداً لم يصب بأذى. أطلق حزب الله منذ بداية الحرب نحو 340 صاروخاً ثقيل الوزن يحمل بين 100 إلى 500 كيلوغرام من المواد المتفجرة. هذه قصيرة المدى لكنها تلحق ضرراً جسيما. وتواصل يوم قتالي في الشمال أيضاً بعد ذلك مع إسقاط المُسيرة “هيرمس 900” في الأراضي اللبنانية. فقد نجح صاروخ أرض – جو لحزب الله للمرة الثانية منذ نشوب الحرب في إسقاط “هيرمس 900” “كوخاف” باسمها العبري، والتي شوهدت تشتعل إلى أن تحطمت. قبل ذلك، في تشرين الثاني وشباط، استخدمت مُسيرات من طراز “هيرمس 450” (“زيك”) – وهي دلالات أخرى على أن حرية العمل الجوية للجيش في لبنان ليست مطلقة، وقدرات حزب الله تحسنت بمساعدة الإيرانيين.

من ناحية الجيش الإسرائيلي، كانت النشاطات في نهاية الأسبوع مكثفة وألحقت ضرراً جسيماً بحزب الله: مقتل خمسة نشطاء، وإصابة الكثيرين، وضرب بنى تحتية عسكرية للمنظمة كمنظومة دفاع جوي. نفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 40 هجوماً جوياً وبرياً في نهاية الأسبوع. كان آخرها ليلة أمس في منطقة بعلبك. منذ بداية الحرب، وقع في الجانب اللبناني أكثر من 420 قتيلاً بينهم 330 من رجال حزب الله، لكن هذه الإنجازات التكتيكية لن تعيد سكان الشمال إلى بيوتهم.

الأخيرة يتحدث نصر الله في كل خطاباته عن “الصمود والصبر” المطلوبين لهزيمة إسرائيل، ويعرب عن تخوفه من أن “يؤثر” نصر إسرائيلي على المنطقة، ويدعو رجاله إلى التصرف بحذر خوفاً من تصفيتهم. وحسب تقرير في صحيفة “الشرق الأوسط”، فقد أصدرت المنظمة تعليمات مرتبة: الامتناع عن الحديث في الهاتف الخلوي، وتغيير أماكن التواجد وشقق الاختباء دائماً، وعدم التجمهر.

يربط نصر الله نهاية الحرب بوقف الحرب في غزة. ولهذا تتطلع العيون الآن إلى المفاوضات مع حماس. والنتائج هناك ستقرر ما سيكون في الجبهة الشمالية. يقل أولئك المسؤولون الذين يؤمنون بإمكانية إنهاء الحرب في الشمال عبر اتفاق. الفهم المتبلور هو أنه إذا ما فشلت المفاوضات في موضوع غزة، فالدبلوماسية وحدها لن تحل الوضع في الشمال. لا مفر من تشديد الضغط العسكري على حزب الله بشكل كبير، بما في ذلك الدخول البري، وإلا فلن يتمكن السكان من العودة إلى بيوتهم لأشهر طويلة أخرى.

لكن كما تعلمنا من الماضي، إسرائيل لن تدفع أثماناً باهظة لتشتري الهدوء. إذا ما أعطى اتفاق مع حماس علاوة هدوء في الشمال أيضاً، ربما سيقتنع المستوى السياسي بالقول “نعم”.
يديعوت أحرونوت 2/6/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب